ما أحوجنا لأصحاب القلوب الرحيمة الذين يشعرون بالغلابة والمرضى والمحتاجين من أبناء هذا الشعب الطيب ، ولقد كان قرار الرئيس السيسى بإنهاء قوائم انتظار المرضى من أصحاب الحالات الحرجة والعمليات الجراحية الدقيقة يصب فى هذا الاتجاه الى جانب قراره الخاص بسجون بلا غارمين وغارمات. الفئة المستفيدة من القرارين شريحة كبيرة تضم المرضى الذين عانوا طويلا فى انتظار ان يأتى عليهم الدور لإجراء جراحة ، ومن المؤكد أن منهم من لا تسمح حالته الصحية بتأجيل العملية ، وقد يتوفى قبل ان يصل إلى الدور، صحيح ان الأعمار بيد الله لكن ذلك هو الواقع، وفى انتظار ان ينتهى طابور قوائم الانتظار للمرضى على مستوى الجمهورية . أما من استفادوا من قرار سجون بلا غارمين فهؤلاء اضطروا للاستدانة لحل أزمات ألمت بهم، ثم عجزوا عن سداد الديون فكانت النتيجة دخول السجن وترك أولادهم عرضة للضياع . هناك أيضا فئة كبيرة من الشعب تعانى شظف العيش، وتعيش تحت خط الفقر، بحاجة لقلوب رحيمة ترفع عن كاهلهم أعباء الحياة، لا أن نتركهم يكتوون يوما بعد يوم بلهيب الأسعار . هذه الفئة تمثل شريحة كبيرة وفق الاحصاءات الرسمية، زادت معاناتهم بعد قرارات الاصلاح الاقتصادى ، نجدهم فى القرى الأكثر فقرا فى الصعيد وفى المناطق العشوائية، والمظلة الاجتماعية غير كافية للوفاء بمتطلباتهم المعيشية . وليس صحيحا كلام من يدعى ان المصريين اعتادوا وضع الفلوس تحت البلاطة وادعاء الفقر ، فهناك بالفعل من لا يملكون البلاطة أصلا، ومثل هؤلاء بحاجة للرحمة من الحكومة والمحافظين ورجال الأعمال والتجار . فلنشعر بغيرنا حتى يرحمنا رب العباد . لمزيد من مقالات ◀ نادية منصور