تابعت مؤتمر الاتصالات والتقنيات لذوى الإعاقة، وكعادة هذه النوعية بعيدا بالطبع عن الإهتمام السياسى بها مما يجعلها تحت بؤرة الضوء إعلاميا، لم أجد أن هناك ما قد تغير خصوصا أننى حضرت فاعليات إحدى هذه المؤتمرات عام 2013. مؤتمر الاتصالات وتكنولوجيا ذوى الإعاقة خطوة جيدة، لكن هنالك أمورا تحتاج إلى إعادة نظر وترتيب أولوياتنا فيها. ولا شك أن التوعية بالتقنيات الحديثة لذوى الإعاقة هو أمر فى غاية الأهمية، والأهم من ذلك هو إتاحتها بسعر مدعم أو مجانا حسب ما تنص عليه الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة خصوصا أن أسعار البرمجيات والتقنيات والأجهزة الإلكترونية الخاصة بنا أسعارها مبالغ فيها، وهذا يجعل اقتنائها من الرفاهية، على الرغم من أنها أهم الأولويات لنا. وهذا مرتبط ارتباطا كاملا مع إيجاد فرص عمل للأشخاص ذوى الإعاقة فى الحقل التقنى بعد تأهيلهم وتمكينهم تقنيا، وليس المقصود طبعا تلك الأعمال البسيطة مثل إدخال البيانات فقط، فهنالك أشخاصا من ذوى الإعاقة يعملون فى مجال البرمجة وتصميم المواقع وغيرها من الأعمال التقنية. والعمل على تشجيع ذوى الإعاقة على الاعتماد على التقنيات المساعدة فى حياتهم اليومية والعلمية والعملية، هو الهدف المنشود والغاية إذا أردنا مجتمعا متاحا وممكنا ودامجا لذوى الإعاقة، فليس هنالك أكثر ضمانة من التقنيات الحديثة كسبيل لهذا، لأنه بشكل واقعى التقنيات والتكنولوجيا الحديثة هى الضمانة الوحيدة لتمكين ودمج ذوى الإعاقة فى كافة نواحى الحياة. وفى الحقيقة هنالك طاقات مهدرة من الأشخاص ذوى الإعاقة ويمكن استغلالها لو أتحنا لهم التقنيات التى تجعلهم قادرين على الإبداع والعمل والإنتاج واستغلال طاقاتهم. وفى حقيقة الأمر نحتاج وبشكل أكثر إلحاحا لإعادة ترتيب أولوياتنا ليست المؤتمرات وحدها هى الحل، فقبل المؤتمرات نحتاج لتغيير سياسات ووضع خطط واستراتيجيات واضحة وأهداف لطريق يستحق أن نعمل من أجله ونصل إليه فى نهاية المطاف وهو تمكين ذوى الإعاقة تقنيا بشكل حقيقي. ولا زلت أؤكد أن التقنيات والتكنولوجيا الحديثة هما الضمانة الحقيقية لتمكين ذوى الإعاقة على كافة الأصعدة.