هناك مضايق بحرية دولية: وهى التى تصل جزءين من البحر العالى أو بحرين عاليين وتستخدم لأغراض الملاحة الدولية، ويمكن أن تحرم الدول اللا شاطئية من بعض حقوق الرقابة عليها أو إمكانية إغلاقها أو تأمين المرور بها، ومن أمثلتها مضيق جبل طارق.. ومضايق إقليمية وهى التى تصل المياه الداخلية لدولة ما أو مجموعة دول بالبحر العالى وهى تخضع للسيادة الكاملة للدول الشاطئية، وحق المرور فيها سواء كان تجاريا أو حربيا يخضع للتقدير الكامل لتلك الدول.. وهناك مضايق محددة الوظيفة وهى التى تصل بحرا عاليا بمياه إقليمية لدولة أو دول أجنبية باعتبارها المدخل الوحيد لخلجان أو بحار مغلقة تشاطئها أكثر من دولة، ويعتبر الخليج مياها مشتركة للدول المتشاطئة وينطبق عليها حق المرور لكل دول العالم خاصة إذا كانت العلاقات بين الدول المتشاطئة غير طبيعية، وينطبق هذا التعريف على مضيقى «هرمز» وباب المندب، وكلاهما يتصل بالمحيط الهندى من خلال بحر العرب. وقد وصل تهديد الميليشيات الحوثية للملاحة الدولية فى منطقة البحر الأحمر بدعم إيرانى لذروته بمهاجمة الانقلابيين فى اليمن ناقلتى بترول سعوديتين وقد بدأ هذا التهديد أولا بالتلميحات الإيرانية بإغلاق مضيق «هرمز» وهو رمز لعرقلة المصالح البترولية للولايات المتحدة فى الخليج العربى ردا على سياسة ترامب وانسحابه الاحادى الجانب من الاتفاق النووى الإيرانى والتلويح المستمر بزيادة العقوبات الاقتصادية على إيران، وقد جعل الوجود الحوثى الذى فرض نفسه فى ميناء «الحديدة» بالضفة الشرقية للمضيق الموقف شديد الارتباك وصارت السيناريوهات كلها مطروحة والخيارات واردة، وقد أعلن بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل أن أى تعد على باب المندب من الجانب الإيرانى سيقابله تكوين حلف كبير للمواجهة تكون من مكوناته القوات الإسرائيلية بكل أسلحتها، وبالطبع فإن إسرائيل لا تقصد من هذا الصدام الحفاظ على مصالح مصر وتأمين حركة التجارة العالمية من قناة السويس إلى باب المندب والعكس، وإنما الحفاظ على المصالح والمساندة المتبادلة مع الولاياتالمتحدة ودعم وجودها ومصالحها واستثماراتها فى إثيوبيا، هذا الوجود الذى بدأ منتصف القرن ال 19 وزاد فى خمسينيات القرن الماضي، وازدهر حاليا باعتبار إثيوبيا هى بوابتها الجنوبية للتغلغل فى إفريقيا والاستفادة القصوى من منابع النيل وتوظيفها كورقة ضغط فى العلاقات المصرية - الإسرائيلية، كما تهدف إلى نقل بؤر الصراع مع عدودها اللدود «إيران» بعيدا عن حدودها القريبة مع دول الجوار سوريا والعراق وحزب الله فى لبنان حتى تمنع تكوين أى تكتل أو تحالف يمكن أن يقضى على آمالها التوسعية فى المنطقة.. انتبهوا يا عرب. د . محمود غزالى أستاذ بجامعة أسوان