تقع مدينة بوهيميا فى غرب جمهورية التشيك وفى وسط أوروبا ،يبلغ عدد سكانها نحو 7 ملايين نسمة ،وهى تقع على حدود المانيا وبولندا والنمسا ، ونظرا لموقعها الإسترتيجى المهم كانت مطمعا للاحتلال على مدار التاريخ ، واسمها يعنى القبائل الكلتينية الى سكنتها قديما ،وشهدت التشيك ومنها مدينة بوهيميا صراعات عديدة اثرت عليها قبل الحرب العالمية الثانية ، وفى عام 1945 بدأ الاهتمام الحقيقى بغزو الكريستال البوهيمى عالميا على يد الفنان ستانسلاف ليبنسكى، وبعد 3 سنوات هيمن النازيون عليها ، وفى عام 1968 انضمت تشيكوسلوفاكيا للكتلة الشيوعية التى تزعمها الاتحاد السوفيتى سابقا، واصبحت بوهيميا جزءا منها وذلك حتى قيام الثورة المخملية التى قضت على السيطرة الشيوعية عام 1989، وفى عام 1993 انقسمت الى دولتين التشيك وسلوفاكيا . ورغم ظروف الحرب العالمية الثانية الصعبة التى أدت الى عرقلة النهوض بالصناعة هناك حيث احتكرت الدولة فى ظل الشيوعية المؤسسات والمعامل الخاصة والمشاغل الفنية الصغيرة، إلا ان تصميم الفنانيين منهم وعلى رأسهم ليبنسكى فى عدم الاستسلام والاستمرارية ساهم فى تطوير هذه الصناعة، بالاضافة الى انضمام ليبنسكى الى جهاز تعليمى بمعهد الفنون الزجاجية ودراسته لأصول صناعة الكريستال جعل بوهيميا على مر السنوات اهم المدن المصدرة لهذا الفن الراقى. . وبسؤال احد المشتغلين فى فن صناعة الكريستال فى المدينة قال: إن هذه المهنة قد تعلمها بالوراثة أباً عن جد ، وهو يعشق هذه المهنة و يشعر بالسعادة وهو يمسك بقطعة الكريستال، واضاف انه من الصعب ان تصنع هذه القطعة الفنية الصغيرة التى تراها أمامك ،فهى تمر بقطعها بالات خاصة، ثم عملية النحت وتشكيلها ونقشها واحيانا تلوينها، وكلها مراحل دقيقة ومحتاجة الى صبر وفن معا ، وتستغرق ثلاثة أسابيع لإتمامها ، لذا تباع القطعة اليدوية حتى الصغيرة منها بسعر مرتفع. وعند مقابلة احدى البائعات فى محل فخم بالمدينة وبسؤالها عن كيفية معرفة الكريستال البوهيمى الاصلى من الزجاج أجابت: انه يمكن معرفته من اللون، فالذرات البلورية تعكس ألوانا مثل الطيف، وكذلك صوت الكريستال له صدى عكس الزجاج العادى، كما ان وزن الكريستال اثقل من الزجاج، وتضيف البائعة :ان للكريستال استخدامات اخرى عديد ة وليس لديكورات المنازل فقط ، ولكنه يستخدم ايضا فى زينة الافراح وفى اكسسوارات المرأة ،وحتى فى فساتين السهرة باهظة الثمن لان الكريستال يساوى قيمة الذهب ، والكريستال الملون لا يختلف فى سعره عن الابيض . وتؤكد البائعة ان الكريستال يؤثر على الجلد إيجابيا، فهو يجعلك تشعر بالراحة والاسترخاء ويخلص الجسم من التعب والإرهاق ، لقد جاءت هذه الخلاصة بعد ان شعر كثير من العاملين فى هذا المجال بالراحه اثناء تشكيلهم قطعة الكريستال ، و الكريستال البوهيمى هو الاعلى سعرا فى العالم نظرا لخامته النقية .