احرص دائما في اجازتي السنوية علي اصطحاب عدة كتب لا يسعني الوقت طوال العام ان اقرأها ادراكا مني لمعني العبارة المهمة للشاعر ابو الطيب المتنبي القائلة وخير جليس في الزمان كتاب. ومن هذه الكتب شرح جرائم الرؤساء ومحاكماتهم للقاضي المستشار الدكتور عبد الفتاح مراد رئيس محكمة الاستئناف استاد القانون الإداري والدستوري, ويتناول الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي ادت الي إجرام الرؤساء والقادة, وأنواع الجرائم التي ارتكبوها في أثناء شغلهم مناصبهم, والعقوبات الجنائية والسياسية التي تعرضوا لها. وهذه الجرائم قد تختلف من رئيس لآخر, ومن دولة لأخري طبقا لطبيعة الدولة, وسلطات الرئيس فيها, ولكنها تتفق جميعا في كونها جرائم أضرت بالصالح العام للدول, وقد تكون هزائم سياسية أو اقتصادية,أو جرائم قتل أو ابادة جماعية أو جرائم استغلال نفود ومنها جرائم الخيانة العظمي, والاعتداء علي الدستور, والامتناع عن تنفيذ الأحكام, والاعتداء علي السلطة القضائية, وجرائم الإرهاب, والجرائم ضد الانسانية. الكتاب رصد جرائم ومحاكمات35 رئيسا في آسيا وافريقيا وامريكا الشمالية وامريكا الجنوبية وأوروبا, منهم حسني مبارك, وزين العابدين بن علي ومعمر القذافي والرئيس الكونغولي موبوتو سيسيكو والرئيس المالي موسي تراوري والرئيس التشادي حسين حبري والرئيس الأوغندي عيدي أمين دادا والرئيس الموريتاني محمد خونا ولد هيداله والرئيس الليبيري تشارلز تايلور, والرئيس الأثيوبي منجستو هيلا ميريام, ورئيس زيمبابوي روبرت موجابي, وغيرهم. اللافت أن الرئيس السابق حسني مبارك احتل المرتبة الأولي بين هؤلاء الزعماء في الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب المصري والتي بلغت 48 أدت الي اندلاع ثورة 25 يناير, ثم صدور حكم بالسجن المؤبد. فهل يطالع الرؤساء الجدد لدول الربيع العربي وغيرهم السير العملية للرؤساء السابقين, ويدققون في كيفية الانتهاء المؤلم لحياتهم السياسية, وأن يحترموا الدستور, والقانون والسلطات القضائية والتشريعية في دولهم؟ حتي الآن, وبعد أن فرغت من قراءة هذا الكتاب الضخم الذي يقع في 480 صفحة فإن الرؤساء للأسف-مثل الأمم لم يستفيدوا من دروس التاريخ وانهم يعيدون ارتكاب ذات أخطاء وجرائم الرؤساء الذين سبقوهم في التاريخ. المزيد من أعمدة عبد المعطى أحمد