يترقب الأتراك بحذر، بعد غد، وهو اليوم الذى حددته الولاياتالمتحدةلأنقرة كمهلة للإفراج عن القس الأمريكى أندرو برانسون المحتجز قيد الإقامة الجبرية وإلا فسوف تواجه عقوبات شديدة. وقالت صحيفة «جمهوريت» التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان لن يذعن لواشنطن وتوقعت أن تشهد الليرة مزيدا من الانهيار أمام الدولار الذى ينتظر أن يصل إلى 8 ليرات. وأضافت أن هناك تسريبات أفادت بأن البنوك ستضع قيودا على خروج العملات الأجنبية منها ولن يكون بمقدور المواطنين سحب ما يريدون من مدخراتهم بالدولار أو اليورو فى حين يمكنهم سحب ما يعادلها بالعملة المحلية. وعلى الرغم من استمرار انخفاض قيمة الليرة التركية إلى أدنى مستوى لها منذ 2001، فإن أردوغان نفى مرور الاقتصاد التركى بأزمة، مع استمرار الأزمات السياسية والاقتصادية مع الولاياتالمتحدة. وذكر أردوغان، خلال اجتماع مع قيادات حزبه الحاكم «العدالة والتنمية» : «هذا ليس اقتصادا سيفلس أو يغرق أو يمر بأزمة». وأضاف: «تركيا ستخرج من دوامة النقد الأجنبى وسعر الفائدة بأسرع وقت ممكن».وفى وقت سابق، صرح أردوغان بأن بلاده مستعدة لاستخدام العملات المحلية مع دول أخرى «إذا كانت تريد الخروج من قبضة الدولار». وقال فى تصريحات نشرتها وكالة الأناضول الرسمية للأنباء:«مستعدون للتعامل بالعملات المحلية مع روسيا وإيران وأوكرانيا وغيرها من الدول التى نملك التبادل التجارى الأكبر معها». وتابع: «كما أننا مستعدون لتأسيس نفس النظام مع الدول الأوروبية إذا كانت تريد الخروج من قبضة الدولار». وفقدت الليرة التركية أكثر من 20٪ من قيمتها أمام الدولار يوم الجمعة الماضي، خصوصا بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فرض رسوم جديدة على الواردات التركية بداية من اليوم الإثنين.وفى غضون ذلك، ذكرت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية تحت عنوان «أردوغان وترامب قد يسيران بتركيا والاتحاد الأوروبى إلى حافة الهاوية» أن الرئيس التركى الممسك بالسلطة منذ 15عاما قد عين صهره البيرات بيراق وزيرا للمالية، ويملك سطوة كبيرة على البنك المركزي، وهذا ما سيضع تركيا فى مأزق مع تصاعد الضغط من المستثمرين فى العالم عليها لرفع معدلات الفائدة لاحتواء تدهور الليرة.وأشارت الصحيفة إلى أن تكاليف الاستدانة العالية ستؤدى إلى تباطؤ الاقتصاد، الذى سيكون أمرا بغيضا بالنسبة لأردوغان. وأضافت أن المستثمرين سيبتعدون عن الأخطار ويتوجهون للخروج من البلاد والعودة إلى أصول فى ملاذات آمنة بالدولار الأمريكى والسندات الألمانية. وتابعت أن الاقتصادات الناشئة على العموم قد تضررت وشهدت انخفاضا فى عملاتها، وقد تكون البنوك فى أوروبا تحت خطر الانهيار، وأوضحت أنه على الرغم من بقاء الآمال بالتوصل إلى حل، إلا أن خطر العدوى التركية للاقتصادات الناشئة، وحتى العالم على عموم، يظل حاضرا باطراد. وفى برلين، دعا السياسى الألمانى البارز أوسكار لافونتين حكومة المستشارة أنجيلا ميركل إلى عدم توريد أسلحة لتركيا، خلال الزيارة الرسمية المرتقبة للرئيس التركى للبلاد نهاية الشهر القادم.