قال د. فيصل الحفيان مدير معهد المخطوطات العربية إن العالم التركى فؤاد سيزكين يعد واحدا من أهم الذين خدموا تاريخ العلم العربى والإسلامى فى القرن العشرين، فهو ليس مؤرخا للعلم فقط وإنما هو محقق من ناحية ودارس للحديث النبوى من ناحية أخرى ومؤرخ للعلم من ناحية ثالثة. جاء ذلك خلال فعاليات المنتدى التراثى الثانى الذى استضافه معهد المخطوطات العربية حول تاريخ التراث العربى ورائده المفكر التركى الألمانى فؤاد سيزكين. وتناول فضل سيزكين فى تغيير صورة العربى والإسلامي، وكتابه «تاريخ التراث العربي» كشاهد كبير على التراث وخريطة تضاريس دقيقة للمعرفة العربية والإسلامية. وتحدث د. أحمد معبد عبد الكريم أستاذ الحديث بكلية أصول الدين عن الأراء التى خلص إليها سيزكين فى دراسته عن البخارى حيث كان يرى أنه لجأ فى بعض الأساليب فى النقل من كتاب «مجاز القرآن «لأبو عبيدة. أتفق د. أحمد فؤاد باشا أستاذ الفيزياء بكلية العلوم جامعة القاهرة وعضو مجمع اللغة العربية مع فؤاد سزكين فى قوله إن إقناع العرب بأهمية تراثهم ورصيدهم الحضارى فى التاريخ الإنسانى أصعب من إقناع الغرب. وأشار إلى اهتمام الغرب بتراثنا مثل إنشاء قسم لتاريخ العلوم العربية فى جامعة هارفارد برئاسة المرحوم د. عبد الحميد صبرة وأخر فى باريس يرأسه د. رشدى راشد. وأخذ على العرب عدم الاهتمام بالحفاظ على التراث العربى الإسلامي، مطالبا بأهمية إنشاء إتحاد عربى يرعى قضاياه باعتباره رصيدا حضاريا ومقوما أساسيا من مقومات النهضة المنشودة . وأكد د. فؤاد أن سيزكين كان مؤرخا وداعيا ناجحا واختصر الطريق لتعريف الغرب بالتراث العربى الإسلامى مشيرا إلى أنه أسس معهد «تاريخ العلوم العربية»، وألحق به صرحين كبيرين أحدهما المتحف الذى جسد فيه أكثر من 800 آلة وجهاز، والآخر مكتبة ضخمة ضمت آلاف المصادر الأساسية والنادرة التى جمعها من أنحاء العالم .وأعرب عن أسفه لاستيلاء ألمانيا على المعهد وملحقاته. وأشاد بإنشاء سيزكين موسوعة «تاريخ التراث العربي»ودورية علمية بهذا العنوان وكان يستكتب فيها العلماء العرب والأجانب. وأضاف بالرغم من إنجازات سيزكين إلا أنها لا تخلوً من هفوات ولا تقلل من عظمتها مثل استخدام بعض الأعلام بطرق مختلفة. وأوضح د. أيمن فؤاد مدير مركز تحقيق النصوص بجامعة الأزهر، أن فكرة عمل كتاب «تاريخ التراث العربى «جاءته أثناء عمل ملحق ل»كارل بروكلمان «يستعرض فيه المخطوطات فى اسطنبول وبعد أن قطع شوطا فى الملحق قرر عمل كتاب مستقل لأن كثيرا من المداخل والمقدمات تحتاج إلى إعادة النظر من خلال الدراسات الحديثة والمخطوطات الجديدة. واستكمل د. ايمن : ان اشتغال سيزكين بالمخطوطات قاده إلى إعادة صناعة الأدوات والآلات التى وردت فى هذه المخطوطات ووضع حوالى 800 نموذجا لما ورد فى المخطوطات العلمية الموجودة فى ألمانيا وأسطنبول. وأضاف: أن سيزكين نشر المخطوطات المهمة بطريقة «الفاكسيملي»بالإضافة إلى الدراسات والمقالات المتخصصة فى الجغرافيا والطب الإسلامى وانتهاء بإصدار 16مجلدا من تاريخ التراث العربى .كما أصدر كتابا فى خمسة مجلدات عن» العلوم والتقنية عند المسلمين «الموجود باللغات الألمانية والفرنسية والتركية ويحتاج للترجمة إلى العربية ويكون ضمن المناهج التعليمية.