يتواصل هدم المبانى التراثية لتحل محلها عمارات شاهقة، وفى كل مرة يتساءل الجميع: أين جهاز التنسيق الحضارى من الحفاظ على ثروة مصر المعمارية؟، لكن الإجابة تأتى دائما بإلقاء المسئولية على الجهات التنفيذية، فمادام القانون قد حدد شروط التراث المعمارى، فلا يحق لأى شخص إصدار قرار بهدمها، ويقتضى الأمر عمل حصر شامل للمبانى التى تخضع لهذا التصنيف، وضمها إلى القوائم التراثية، وإبلاغ الجهات المعنية بعدم إصدار أى قرارات بشأنها إلا بعد الرجوع إلى وزارة الآثار، وجهاز التنسيق الحضارى، لاتخاذ الإجراءات اللازمة التى تحافظ على سلامة المبانى التاريخية باعتبارها جزءا أصيلا من تراث وحضارة مصر. ومن الخطوات المهمة فى هذا الصدد مشروعا عاش هنا وحكاية شارع، اللذان يؤصلان لذاكرة مبدعى مصر، وتتولاهما لجنة متخصصة فى الأدب والفنون وعدد من الشخصيات العسكرية والدينية، لتخليد الرواد المبدعين، ويسهم مركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء فى هذه المهمة بموقع إلكترونى يتولى تجميع بيانات كل شخصية، ووفقا للدراسة الموضوعة سيتم وضع 100 لافتة من مشروع عاش هنا خلال الفترة المقبلة لعدد من الشخصيات أمثال الكاتبين الصحفيين أحمد بهاء الدين ومحمد حسنين هيكل، والمعمارى رمسيس ويصا، ومن الفلاسفة زكى نجيب محمود، والزعماء سعد زغلول والزعيم جمال عبد الناصر، ومن الفنانين عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب، وتوفيق الدقن ورشدى أباظة، والدكتور مصطفى مشرفة، والمخرج شادى عبد السلام، والشيخ محمد متولى الشعراوى، ويتعرف المار بالشارع على الشخصية وكيف أثرت فى وجدان المصريين من خلال استخدام تطبيق QR، الذى يوجد على كل لافتة للدخول على البيانات والمعلومات التى تتعلق بالمبدع.. إن التنسيق الحضارى تواجهه تحديات كبيرة، ولابد من دعمه للقيام بمهمته الوطنية. [email protected] لمزيد من مقالات ◀ أحمد البرى