مر أكثر من نصف قرن، ومصر تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها ليزخر التاريخ بجهود عظيمة بذلتها الدولة المصرية، للدفاع عن القضية الفلسطينية، كانت بدايتها مشاركة مصر فى مؤتمر فلسطين عام 1938 ليصبح هذا المؤتمر نقطة تحول بارزة فى السياسة الخارجية المصرية، تلاه دعوة الملك فاروق لأول قمة عربية لتكون البداية لأول عمل عربى مشترك للتصدى لما يجرى فى فلسطين. وظل الدور المصرى يتنامى فى الدفاع عن القضية الفلسطينية يوما تلو الآخر لتصبح مصر اليوم صمام الأمان والاستقرار للمنطقة العربية بعد أن أرهقتها - على مدى سبع سنوات- الأزمات السياسية وحالة التوتر وعدم الاستقرار وتنامى دور المنظمات الإرهابية. وها هى مصر اليوم تلعب دورا محوريا وبارزا فى القضية الفلسطينية وتضعها على رأس أولوياتها سواء من خلال جهود مضنية بذلتها للم شمل الفصائل الفلسطينية أو من خلال لقاءاتها وتواصلها المستمر مع كل الأطراف المعنية للتوصل إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة تنهى معاناة الشعب الفلسطينى. وجاء لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الكونجرس اليهودى العالمى رونالد لاودر ليحمل العديد من الرسائل التى تؤكد ثبات مصر على موقفها تجاه عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، حيث أكد الرئيس خلال اللقاء مساندة مصر مختلف الجهود الرامية لاستئناف عملية السلام وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها وعلى أساس حل الدولتين وفقاً لحدود 1967، بما يسهم فى توفير واقع جديد فى المنطقة يساعد فى عودة الأمن والاستقرار لمختلف دولها. وكرر الرئيس عبدالفتاح السيسى أيضا تأكيده أن تحقيق المصالحة الفلسطينية وعودة السلطة الشرعية إلى تولى مسئولياتها فى قطاع غزة، يساعدان فى دفع مساعى إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، والتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. ولم تتوقف الجهود المصرية عند إجراء اللقاءات أو الاتصالات المستمرة بالأطراف ذات الصلة، بل كرر الرئيس السيسى دعوته الجانب الإسرائيلى، خلال المؤتمر الوطنى السادس للشباب بجامعة القاهرة، لاغتنام الفرصة لتحقيق الاستقرار بالمنطقة، وكان قد طرح هذه الدعوة أيضا من منبر الأممالمتحدة فى دورتها ال71 قائلا: «لدينا فرصة حقيقية لكتابة صفحة رئيسية مضيئة للسلام فى المنطقة، والتجربة المصرية رائعة ويمكن تكرارها مرة أخرى بحل مشكلة الفلسطينيين، وإقامة دولة فلسطينية بجوار الدولة الإسرائيلية». ولم تتوان مصر عن الدفاع عن القضية الفلسطينية ودعوتها للتوصل إلى حل شامل وعادل للقضية فى مختلف المنابر والمحافل الدولية، فبعد النجاحات المتوالية التى حققتها السياسة الخارجية المصرية على الصعيدين الإقليمى والدولى ستظل مصر اللاعب الأكبر فى الوصول إلى نقطة مضيئة تنهى معاناة الشعب الفلسطينى.