الصديق د. احمد عكاشه الطبيب النفسي الشهير يقترح إنشاء وزارة للحب ويقول ان الأزمة الحقيقية التي يعاني منها المصريون هي غياب الحب.. لقد تحولنا إلي مجتمع غير قادر علي ان يحب واتسعت مساحات الكراهية بين الناس وساءت الأخلاق وتراجعت منظومة القيم والسبب في ذلك كله اننا فقدنا القدرة علي ان نحب واقول: الواضح الآن ان سنوات التصحر الفكري والثقافي والحضاري قد تركت في نفوس الناس امراضا كثيرة.. لقد سادت الأنانية واصبح كل إنسان لا يري في هذا العالم غير نفسه وتحول المجتمع إلي معسكرات للأغنياء وللفقراء وسكان العشوائيات.. وحين يتخيل الإنسان انه كل شئ وان كل ما حوله لا يمثل شيئا أو قيمة فإنه يفقد اهم عناصر الإنسانية وهي الرحمة ولهذا يمكن ان يعيش في عزلة عن كل ما حوله.. والسؤال هنا كيف يرضي الإنسان ان يسكن قصرا وحوله إمتداد سحيق من الخرائب؟.. كيف تصنع حولك اسوارا عاليه حتي لا تسمع صراخ من حولك وتتصور انك في مأمن من غضب هؤلاء ؟ لقد نجح النظام السابق في ان يقسم الشعب المصري بين من ملكوا كل شئ ونهبوا ثروات الوطن سنوات طويلة وبين من ضاع منهم كل شئ ولم يبق لهم غير التخلف والضياع..وقد افتقد الأثرياء الرحمة فافتقدوا الحب.. وافتقد الفقراء الإحساس بالأمن وضاع منهم الحب وسط زحام الأشياء والبشر.. وفي الوقت الذي تصور فيه الأغنياء ان كل شئ أصبح حقا لهم وجدوا انفسهم وسط دوامات الخوف من المجهول وقد سيطرت عليهم الهواجس والمخاوف وعدم الإستقرار..إن من اخطر الأشياء في حياة البشر ان يتصور الإنسان انه لم يعد في حاجة إلي الآخرين ولأن الإنسان حيوان اجتماعي فهو لا يستطيع ان يظل وحده وقتا طويلا وإلا اصابه الجنون.. وفي هذا الجو الكئيب من العزلة نبتت حشائش كثيرة في قلوب الناس الفقراء منهم والأغنياء واختفت اشجار المحبة والرحمة والتواصل ولهذا يقترح د.عكاشة إنشاء وزارة للحب لعلها تقتلع الحشائش الضارة وتزرع في قلوب المصريين أشجارا للمحبة. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة