كشف حزب المصريين الأحرار أن الأحزاب المشاركة في تأسيس التيار الثالث لا تزال تبحث سبل ولادته, استعدادا لمعركتي كتابة الدستور الجديد, والانتخابات البرلمانية القادمة. وأنه لم يتم حتي الآن تحديد إطاره التنظيمي; أو تسميته; لكنه يهدف للم شمل التيارات المدنية, ورفض التيارين الديني والمؤيد للحكم العسكري, فيما خيم شبح فشل تحالف الكتلة المصرزية السابق علي الأجواء. وقال الدكتور أحمد سعيد رئيس الحزب إن الفصائل المشاركة في تأسيس التحالف الجديد ستجتمع بعد العيد, وستحشد أكبر عدد من القوي المدنية للانضمام له, لدعم الدولة المدنية الحديثة القائمة علي الديمقراطية والعدل وعدم التمييز بين المصريين ورفض تقسيمهم علي أساس ديني; أو عرقي, ورفض هيمنة التيار الديني, ومن بينه جماعة الإخوان المسلمين علي البلاد. وأضاف سعيد في تصريحات ل الأهرام أن التحالف الجديد لن يمانع في ضم المحسوبين علي النظام السابق ماداموا لم يرتكبوا جرائم فاحشة أو لم يكونوا رموزا بارزين ومتخذي قرارات, لأن كثيرا منهم لديه شعبية كبيرة تبحث عن الدولة المدنية وترفض الحكم الديني أو العسكري; لكن يشترط أن يثبتوا حسن نواياهم وقدرتهم علي خدمة المواطن, وولاءهم للبلاد, فلا يملك أحد أن يحاسب أويحاكم المصريين علي انتماءاتهم, ونواياهم. ودعا سعيد كل التيارات الباحثة عن الدولة المدنية للانخراط في التيار الجديد, قائلا: أتوسل إليهم أن يشاركوا في لم شمل القوي المدنية.. ومستعد لتقبيل أياديهم, فلدينا معارك كثيرة, أولها كتابة الدستور الجديد التي تمر بمرحلة خطيرة بسبب استئثار الإخوان المسلمين بكتابته بعد هيمنتهم علي الجمعية التأسيسية للدستور, وثانيها الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأفاد بأن مؤسسي التحالف يرفضون تسميته بالتيار الثالث, ولم يتم الاتصال حتي الآن بالدكتور محمد البرادعي وكيل مؤسسي حزب الدستور والمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي برغم تشجيعهما للفكرة, وأن التيار سيلعب دورا قويا أثناء التصويت علي مواد الدستور لمنع هيمنة التيار الديني عليه; ولكي يولد دستور يعبرعن كل المصريين, وأنه من المتوقع أن يبطل القضاء الجمعية التأسيسية الحالية بحكمه المقرر صدوره في الرابع والعشرين الشهر المقبل. ودعا سعيد الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية التنازل عن السلطة التشريعية التي يحتفظ بها بجانب السلطة التنفيذية لمجلس القضاء الأعلي حتي لا يولد فرعون جديد في مصر يملك جميع السلطات, وأنه إذا صدر حكم قضائي بحل الجمعية التأسيسية وأصر الرئيس علي تشكيلها بنفسه فليراعي المعايير, مشيرا إلي أن الرئيس يخشي بطلانها وسقوطها ولذا ألغي الإعلان الدستوري المكمل, وقال سعيد إن الحزب يؤيد الدعوات المطالبة بالتظاهر يوم الرابع والعشرين من الشهر الحالي للتنديد بسياسات الإخوان; لكنه يرفض أن تكون أمام مقر الجماعة, وإنما في ميدان التحرير الذي تحتله الجماعة وجعلته ميدانا لتأييد سياساتها; برغم أنه ميدان الشعب المصري كله, موضحا أن الحديث عن هذا اليوم سابق لأوانه, والخريطة السياسية تتغير يوما بعد يوم, وساعتها سيدرس هذه الدعوات والداعي لها لاتخاذ قرار نهائي بشأنها وذلك طبقا لتصريحات سعيد. وكان أكثر من13 حزبا سياسيا وعدد من الشخصيات العامة والقوي المدنية اجتمعت في الثلاثين من يونيو الماضي لمناقشة سبل تأسيس تيار ثالث بديل عن التيارين, الديني والعسكري, وتشكيل تحالف سياسي مدني موحد المواقف في كتابة الدستور بجانب الاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة بقوائم موحدة. وأصدر المشاركون وثيقة إعلان المبادئ واتفقوا علي إنشاء مجلس أمناء يتولي إدارة التيار ووضع هيكله التنظيمي, وتضمنت الوثيقة ستة مبادئ عامة, هي: التمسك بمدنية الدولة ورفض الدينية أو العسكرية, من خلال الالتزام بوثيقة الأزهر ومرجعيته الدينية واحترام الدستور والقانون, والمطالبة بدستور يشارك فيه جميع أطراف المجتمع وحكومة ائتلافية تعبر عن توافق وطني والمشاركة في الانتخابات البرلمانية والمحلية القادمة, وتطبيق آليات السوق الحرة التي تكفل تحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الاحتكار. وعلي رأس المشاركين في تأسيس التحالف الجديد أحزاب المصريين الأحرار, والمصري الديمقراطي الاجتماعي, والعدل, والتجمع, والجبهة الديمقراطية, ومصر الحرية, والتحالف الشعبي الاشتراكي, والكرامة, والعربي الناصري, والمساواة والتنمية, وحملة حمدين صباحي. وحضر الاجتماع شخصيات عامة من بينهم المهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال وزعيم حزب المصريين الأحرار ومرشحون الرئاسة السابقون حمدين صباحي وعمرو موسي وخالد علي ونقيب المحامين سامح عاشور ونواب مجلس الشعب السابقون, مصطفي الجندي وعمرو حمزاوي وعلاء عبد المنعم والفنانان خالد يوسف وتيسير فهمي والناشط السياسي جورج إسحاق, والمنتج الفني محمد العدل. كما يضم التيار الدكتور حسام عيسي والدكتورعماد أبو غازي, والدكتور محمد نور فرحات, وباسم كامل وإيهاب الخراط, والدكتورعماد جاد والدكتور محمد غنيم, والدكتور عبدالجليل مصطفي منسق الجمعية الوطنية للتغيير. وذكر حسام فودة أمين الشباب بحزب المصريين الأحرار أن التيار الجديد سيحاول ضم الكتلة التصويتية التي ذهبت للمرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق المحسوب علي النظام السابق برغم أن هذه الكتلة تعد من الفلول لكنها ترفض التيار الديني ولذا صوتت لشفيق, كما سيسعي التيار لضم الكتلة التي صوتت للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في جولة الإعادة التي رفضت شفيق لأنه محسوب علي النظام السابق وصوتت لمرسي علي أنه مرشح الثورة. وأضاف فودة لالأهرام أن التحالف الجديد سيفتح ذراعيه للفلول الذين يثبتون حسن نواياهم لخدمة الوطن ومن الممكن منحهم خمس سنوات لإثبات للتعاون معهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة حيث يتمتعون بشعبية كثيرة في عدد من المحافظات تنافس بدرجة ما شعبية التيار الديني, موضحا أن البرادعي وصباحي يحضران الاجتماعات التأسيسية للتيار الجديد. وتفرض الأحزاب المؤسسة للتيار الجديد تعتيما علي مجريات المناقشات لكن مصادر مطلعة ذكرت أن المصالح الشخصية أكبر المشكلات التي تعطل مساره, وأن شبح فشل تحالف الكتلة المصرية يخيم علي الأجواء التي كونت تحالفا في الانتخابات البرلمانية السابقة بين أحزاب المصريين الأحرار و التجمع والمصري الديمقراطي وبعض مرشحي عن الحزب الوطني المنحل- لمنافسة التيار الإسلامي. ويسعي التيار الجديد لضم حزب الوفد الذي لم يوضح موقفه منه حتي الآن; برغم الاتصالات الجارية مع الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب لإقناعه بالانضمام, حيث ينسق الوفد أحيانا مع جماعة الإخوان في المواقف وهي إحدي النقاط التي تعطل انضمام الحزب للتحالف الجديد.