كتبت:مروة البشير أتي مالك بن عوف النبي صلي الله عليه وسلم في ثوب دون, فقال له النبي صلي الله عليه وسلم: ألك مال؟, فقال مالك بن عوف: نعم, فقال النبي صلي الله عليه وسلم: من أي المال؟ فقال مالك بن عوف: قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق, فقال له النبي صلي الله عليه وسلم:فإذا أتاك الله مالا فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته. يقول الدكتور محمد محمد داوود استاذ الدراسات اللغوية والإسلامية بجامعة قناة السويس إن الرسول صلي الله عليه وسلم عندما سأل الرجل عن ذمته المالية ليقف علي حقيقة أمره وليتأكد من حاله, فإن كان فقيرا أعطاه وستره, وإن كان غنيا أرشده,وعندما قال الرجل: نعم عندي مال, وهي إجابة غير كافية لتحقيق ما يريد أن يتأكد منه رسول الله, فسأله سؤالا محددا: من أي المال؟ فأبدي الرجل أنه في نعمة وأن لديه مالا وفيرا من الإبل والغنم والخيل والرقيق, فاستحق الرجل بعد هذه الإجابة التوجيه الحكيم المقنع من الرسول صلي الله عليه وسلم, يقول تعالي: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون, ويقول تعالي أيضا: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون, و كما نهي الله عن الإسراف فقد نهي أيضا عن الشح والبخل, وإنما هو التوازن, قال تعالي: والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. ويؤكد الدكتور محمد محمد داوود أن هذا الموقف هدي كريم من الرسول صلي الله عليه وسلم للذين يملكون الأموال ويبخلون علي أنفسهم وأولادهم, يحرمون أنفسهم من المتع الحلال في المأكل والمشرب والملبس, ويظهرون بمظهر المحتاج الذي يسأل الناس, والأولي لهؤلاء أن يتبعوا هدي الرسول صلي الله عليه وسلم حيث أمرنا أن يظهر المسلم بالمظهر اللائق لسنه وعلمه وعمله, كي يكون ظاهر المسلم كباطنه عزة وكرامة.