يعتبر الدعاء بصيغة الجماعة من ركائز الدعاء ودعائمه, ودليل ذلك كما يقول الدكتور مبروك عطية أستاذ بجامعة الأزهر- هو عموم القرآن الكريم,حيث ورد الدعاء بلفظ الجماعة, ألا تري إلي قول الله تعالي في خاتمة سورة البقرة:( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته علي الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين). وقوله عز وجل:( ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا). إلي غير ذلك من الآيات والأحاديث الصحيحة, ومنها ما رواه مسلم في صحيحه من قول النبي صلي الله عليه وسلم: اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا. ويضيف الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر أنه في الفترة الأخيرة ظهرت الأنانية في الدعاء إلي حد ملحوظ, ومن أضاف الجماعة إلي دعائه أفهم من يدعو له بأنه ضم الجماعة من أجله, كأن يقول لولده: وفقك الله, ووفق جميع أبناء المسلمين من أجلك, ولم يفطن إلي أن الدعاء بلفظ الجماعة من ركائز الدعاء المستجاب الذي قد يكون بسبب أحد الصالحين الذين شملهم دعاؤه فينال الخير بسببهم, والدين دين الأمة, قال تعالي:( يا أيها الناس), وقال عز وجل:( كنتم خير أمة أخرجت للناس), وكما تفضل صلاة الجماعة عن صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة, يفضل كذلك الدعاء بلفظ الجماعة علي دعاء الفرد. ويوضح الدكتور مبروك عطية أنه من نوادر ما ذكره العلماء في دعاء الجماعة قولهم: إن الإسلام قد أوجب علي من يتزوج أن يولم, لكي يجتمع الناس علي وليمته ويدعوا له, فتتضافر القلوب علي الدعاء فيستجيب الله.