كتب:أحمد عامر عبدالله يؤكد الدكتور مبروك عطية أستاذ بجامعة الأزهر أن الدعاء المستجاب يجب أن يرتكز علي عمل صالح قدمه الداعي ابتغاء وجه الله, ودليل ذلك قول الله تعالي في سورة القصص:( فسقي لهما ثم تولي إلي الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير فجاءته إحداهما تمشي علي استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا). وقد وردت نصوص صحيحة تثبت هذه الدعامة, ومن ذلك أن النبي صلي الله عليه وسلم نادي معاذا رضي الله عنه, وقال له: إني أحبك يا معاذ, قال: وأنا أحبك يا رسول الله, فأوصاه صلي الله عليه وسلم أن يقول عقب كل صلاه: اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ومن ذلك الدعاء عقب الصدقة, وقد ثبت أنه صلي الله عليه وسلم دعا لآل أبي أوفي عندما جاءه بزكاة أموالهم, والله عز وجل يقول في سوة التوبة:( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم). ويضيف الدكتور مبروك عطية أن سيدنا يوسف عليه السلام قد دعا ربه بعد عمل صالح قدمه من إيواء أبويه وضم إخوته إليه, فقال:( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين). ومن الرسائل التربوية المهمة التي ينبغي أن نربي عليها النشء أن نوجههم إلي صالح الأعمال قبل الدعاء, لا أن نضع في أكفهم ما يسمي بأذكار الصباح والمساء, فنلقنهم الدعاء دونما اعتماد علي ركائز, وبوسعنا أن نقول للواحد منهم وقد استجاب نداء أبويه أحدهما أو كليهما: ادع الله يا والدي أو يا ابنتي, فقد قدمت عملا صالحا يرتكز عليه دعاؤك.