مع إسدال الستار على منافسات بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم التي اختتمت في روسيا أمس الاول ، توج المنتخب الفرنسي بطلا على أرض الملعب إثر الفوز على نظيره الكرواتي 4 / 2 في المباراة النهائية بالعاصمة موسكو ، ولكن روسيا توجت عبر المونديال داخل الملاعب وخارجها، حيث استطاعت من خلال البطولة تحطيم العديد من الصور السيئة التي سبقت مونديالا كانت مليئا بالمفاجآت. وردت روسيا بالشكل الأمثل على العديد من الانتقادات التي طالتها قبل انطلاق البطولة ، من خلال العروض الرائعة للمنتخب الروسي قبل خروجه من دور الثمانية ، وكذلك من خلال التنظيم الجيد للبطولة والذي نال إشادة واسعة ووصفه الكثيرون بأنه الأفضل في تاريخ كأس العالم. وقال السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إن المونديال الذي استضافته روسيا بين 14 يونيو حتى15 يوليو هو «الأفضل على الإطلاق» في تاريخ كأس العالم. ونالت روسيا إعجابا هائلا من خلال حداثة الاستادات ال12 التي احتضنت فعاليات البطولة في 11 مدينة ، والتنظيم الذي بدا مثاليا وكذلك حسن الضيافة من قبل الشعب الروسي لمئات الألاف من الزوار الذين توافدوا من مختلف أنحاء العالم. وقال أليكسي سوروكين رئيس اللجنة المنظمة لكاس العالم بروسيا «لقد أظهرت (البطولة) أننا شعب منفتح ومضياف ومبتسم... لقد كانت رحلة استكشافية (لروسيا) بالنسبة للجميع». كذلك رصدت منظمات حقوقية ، منها منظمة العفو الدولية ، إيجابيات المونديال الروسي وأبدت أملها في استمرار تلك الإيجابيات بعد الانتقادات المتعلقة بحرية التعبير والصحافة في البلاد تحت قيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكانت المفاجآت المدوية قد بدأت منذ وقت مبكر من البطولة وأبرزها خروج المنتخب الألماني حامل اللقب من منافسات الدور الأول ، وذلك للمرة الأولى منذ 80 عاما. كذلك ودع المنتخب الأرجنتيني ونجمه ليونيل ميسي والمنتخب البرتغالي ونجمه كريستيانو رونالدو ، المونديال خلال نفس اليوم ، حيث خرج الفريقان من دور الستة عشر ، ولحق بهما النجم البرازيلي نيمار بعد أن خسر منتخب بلاده في دور الثمانية. وقال زلاتكو داليتش المدير الفني للمنتخب الكرواتي «ربما كانت هذه واحدة من أغرب نسخ كأس العالم» ، وقال ديديه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي «لم أر ولم أمر بكأس عالم كهذه.» كذلك حقق المنتخب البلجيكي أفضل نتيجة في سجل مشاركاته بكأس العالم عندما أحرز المركز الثالث بينما كان المركز الرابع للمنتخب الإنجليزي الذي حقق أفضل إنجاز له بالمونديال منذ 28 عاما ، مستفيدا بالعناصر الشابة وتألق نجمه هاري كين الذي توج هدافا لمونديال روسيا برصيد ستة أهداف. وشهدت أغلب مباريات البطولة منافسات شرسة وجاء العشرات من الأهداف ال169 التي شهدتها 64 مباراة ، من كرات ثابتة ، ولم يشهد المونديال سوى حالة تعادل سلبي وحيدة كانت بين فرنسا والدنمارك في الجولة الثالثة والأخيرة من مباريات دور المجموعات ، بعد أن ضمنا بالفعل التأهل.