بعد نجاح ثورة 30 يونيو فى تثبيت دعائم الدولة وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد، ومطاردة بقايا الجماعة الإرهابية، والتخطيط لمستقبل يليق بمصر «أم الدنيا»، ومع بداية الولاية الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي، أطلقت حكومة مصطفى مدبولى برنامجا طموحا أمس لعملها خلال الفترة (2019/2018 2022/2021) تحت شعار «مصر تنطلق». وهذا الشعار يجسد بالفعل فلسفة العمل فى المرحلة المقبلة، وهى مرحلة جنى الثمار بعد الانتهاء من مرحلة تثبيت دعائم الدولة، وفى إطار التركيز على أولوية تحسين مستوى معيشة المواطنين وضمان جودة الحياة، وبناء الإنسان المصري، إيمانا بأنه لا تنمية دون مواطن يتمتع بمستوى معيشة وخدمات ذات جودة عالية بحسب البرنامج. ولعل أهم ما أشار إليه رئيس الوزراء هو أهداف برنامج الحكومة الخمسة الرئيسية وهي: حماية الأمن القومى وسياسة مصر الخارجية، وبناء الإنسان المصرى والتنمية الاقتصادية، ورفع كفاءة الأداء الحكومي، والنهوض بمستويات التشغيل وتحسين مستوى المعيشة. إن هذا البرنامج الطموح يجسد شعار «مصر تنطلق» ويسعى للدخول فى مرحلة جنى الثمار وتمكين كل فئات المجتمع الكادحة من الانتفاع بثمار برنامج الاصلاح الاقتصادي. ولا يقتصر برنامج الحكومة خلال هذه السنوات الأربع على ما يتعلق بالعوامل الاقتصادية المباشرة فقط، لكنه يوضح بشكل صريح الموقف من بعض القضايا المهمة، التى تثير قلق الشعب مثل قضية المياه، حيث يطرح بهذا الصدد التوصل إلى اتفاق مع إثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، خاصة قواعد ملء الخزان ومداه الزمني، وتفعيل العمل بالاتفاقية الاطارية لدول حوض النيل، وتدشين صندوق لتمويل المشروعات التنموية بين مصر والسودان وإثيوبيا. وفى الوقت نفسه، زيادة نسبة اعادة استخدام المياه المتجددة من 33% إلى 45% وخفض الفاقد فى شبكات المياه من 30 إلى 25%، وزيادة كمية المياه المحلاة من مياه البحر إلى مليون متر مكعب يوميا. إننا أمام برنامج غير تقليدى يتناسب مع أهمية وخطورة المرحلة المقبلة، ويحقق انطلاقة قوية لمصر فى مختلف المجالات الداخلية والخارجية، فى مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، ويتيح للإنسان المصرى جنى ثمار الاصلاح الاقتصادي، والبناء على ما تم فى مرحلة إعادة تثبيت دعائم الدولة. لمزيد من مقالات رأى الأهرام