اختتم أمس قادة ورؤساء دول الاتحاد الإفريقى قمتهم الحادية والثلاثين أمس فى العاصمة الموريتانية نواكشوط، بالتركيز على سبل دعم الأمن فى منطقة الساحل الإفريقي، وفرص الاستقرار فى جنوب السودان، ومساعى السلام الحديثة بين إريتريا وإثيوبيا. وشهد ثانى وآخر أيام القمة مشاركة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الذى ألقى كلمة أمام القمة تناول فيها ضرورة التعاون لمكافحة الإرهاب فى منطقة الساحل، وذلك بعد يوم واحد من الهجوم الذى استهدف دورية للقوات الفرنسية فى مالي، وأسفر عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة أكثر من 20 شخصا بينهم أربعة جنود فرنسيين، فضلا عن هجوم دموى لجماعة بوكو حرام الإرهابية فى النيجر أسفر عن مقتل 10 جنود نيجيريين. وعقد الرئيس الفرنسى اجتماعا خاصا على هامش القمة مع قيادات دول قوة الساحل - مالى وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد وموريتاينا - لبحث السبل المتاحة لدعم تلك القوة الإقليمية. وتضمن الإعلان الختامى للقمة «إعلان نواكشوط» والذى ألقاه رئيس رواندا بول كاجامى - الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية للقمة - دعم تنفيذ مشروع السوق التجارية الحرة والذى تم إطلاقه لأول مرة فى مارس الماضي.وحاليا، تشكل التجارة بين الدول الإفريقية 16٪ من حجم مبادلاتها، وهى أقل نسبة بين حجم المبادلات فى مناطق أخرى مثل أمريكا اللاتينية وآسيا وأمريكاالشمالية وأوروبا. وتضمن « إعلان نواكشوط» أيضا دعما لإجراءات مكافحة الفساد الذى يكلف دول القارة الأفريقية نحو 25٪ من إجمالى ثرواتها سنويا. كما أشار الإعلان إلى مبادرة للإصلاح والتطوير المؤسسى بهدف جعل الاتحاد الإفريقى أكثر فاعلية وتأثيرا. وكان رئيس نيجيريا محمد بخارى ارى قد استبق « إعلان نواكشوط» بالكشف عن قرار الاتحاد الإفريقى تشكيل لجنة خاصة لمتابعة واسترداد الأموال المنهوبة والمهربة من دول إفريقيا إلى الخارج والتى تقدر بنحو 100 مليار دولار. ومن جانبه، أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية فى كلمته فى ختام القمة، أن الدول العربية والإفريقية تواجه مجموعة من الأزمات والتحديات المشتركة التى تهدد أمن وسلامة دولنا، وهو ما يحتم علينا أن نضاعف من جهودنا ومساعينا المشتركة لتسوية هذه النزاعات. وشدد أبو الغيط على أن التوصل إلى حل شامل للأزمة فى ليبيا وعلى وجه التحديد إتمام الاستحقاقات الدستورية والانتخابية، يمثل هدفاً مشتركاً وأولوية متقدمة لمنظمتينا. وحول ملف الهجرة، قال الرئيس الموريتانى لقناة «فرانس 24» إن تدفق اللاجئين من إفريقيا إلى أوروبا نجم عن تدمير ليبيا بالضربات الغربية. وأضاف: «لا أقول أن كل المسئولية تقع على عاتق أوروبا، لكن علينا معالجة المشكلة من جذورها». وفى سياق متصل، أعلن بيان للخارجية التونسية أن الاتحاد الإفريقى تبنى ترشيح تونس للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن للفترة من 2020 إلى 2021.