عندما تؤكد مصر أنها سعت، خلال السنوات الأربع الماضية، لإعلاء شأن انتمائها للقارة السمراء، والاعتزاز بالهوية الإفريقية والتركيز على قضايا القارة، فهذا واقع لا ينكره سوى جاحد، فمنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مسئولية قيادة البلاد فى 2014 لم يأل جهدا فى تعزيز العلاقات المصرية - الإفريقية، وجعلها على رأس ملفات التحرك الخارجي. وعندما يحين موعد القمة الإفريقية المقبلة، التى تتأهب مصر لاستضافتها، نكون قد قطعنا شوطا كبيرا فى دعم العلاقات مع الدول الإفريقية. ولنتذكر معا ونحن نحتفل بالذكرى الخامسة لثورة 30 يونيو، أن القمة الإفريقية جمدت عضوية مصر عام 2014، ولهذا علينا استدعاء جهود القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية على مدى 4 سنوات، حيث استطاعت مصر العودة بقوة للمؤسسات الإفريقية ثم تتولى رئاسة مجلس السلم والأمن الإفريقي، لتعبر بعدها عن موقف القارة فى قمة المناخ. ونتذكر معا أن الرئيس السيسى زار دولا إفريقية لم تطأها قدم رئيس مصرى من قبل، واستضاف العديد من قادتها، بهدف تعزيز العلاقات واستعادة مصر دورها السابق فى القارة، كما استضافت مصر مؤتمرات إفريقية، من بينها مؤتمر شرم الشيخ للكتل الإفريقية الثلاث (الكوميسا، السادك ، تجمع دول شرق إفريقيا)، وذلك تمهيدا لإقامة منطقة التجارة الحرة التى أصبحت تخطو خطوات حثيثة بعد توقيع 44 دولة على تأسيسها فى العاصمة الرواندية كيجالي، ثم توجت الجهود المصرية باختيارها رئيسة للقمة الإفريقية المقبلة، لتعيد بذلك دورها الذى تعهدت به تجاه القارة منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، حينما دعمت أشقاءها الأفارقة فى معركة الاستقلال ومواجهة العنصرية البغيضة». ومصر تدرك فى الوقت الراهن أن المعركة أكثر شراسة، وهو ما يضاعف من دورها فى دعم دول القارة، حيث الحرب صعبة لمواجهة الفساد والإرهاب الأسود، حيث تواصل دعمها أشقاءها، ومدهم بخبراتها المتراكمة الدبلوماسية والموارد البشرية ومشروعات التنمية. لقد نجحت تحركات مصر على مدى السنوات الماضية حيال قضايا القارة الإفريقية، وتكللت جهودها لتستعيد كامل دورها وعضويتها كاملة الى أن تستضيف القمة الإفريقية المقبلة. لمزيد من مقالات رأى الأهرام