الحائر: أنا شاب فى سن الثانية والثلاثين، تعرفت على فتاة توسمت فيها الطيبة والحنان والأدب، فأحببتها من قلبى، وأصبحت كل شئ بالنسبة لى، وقد تقدمت إلى أهلها طالبا يدها، فوافقوا، ولكن صادفنى سوء حظ غريب فى العمل والحياة، ولم أجد من يساعدنى، وليس لدىّ أى مورد رزق، وكم أخطأت فى حقها، وبكل صبر تحمّلت تصرفاتى وعصبيتى ومشكلاتى إلى أن فشلت الخطبة، وقد بذلت محاولات كثيرة لكى نستمر معا، ولم أنجح، واستغل هذا الوضع شخص كان يزاملها فى إحدى الدورات التدريبية، وهو متزوج ولديه ولد، ويعانى متاعب عديدة مع زوجته، وحاول التقرّب إليها، وبالفعل إنساقت إليه، وروت له مشكلاتها معى، وشيئا فشيئا وقعت فى حبه، ولم تعرنى أدنى اهتمام، ثم فوجئت بها تتصل بى وهى فى حالة انهيار وبكاء لا يتوقف، فوقفت بجانبها، وأرشدتها إلى الدعاء والأذكار والقرآن، فهدأت قليلا، وأخبرتنى أنه طلبها للزواج، وأبلغها بطلاقه زوجته شفهيا، وأنه سوف يوثق الطلاق عند مأذون خلال شهر، ونقلت لى ما قاله لها عن أن زوجته متسلطة وعنيدة، ومتمسكة به وترفض الانفصال عنه، وأنها اتصلت بها، وهددّتها بأن تبعد عن زوجها، وقالت لى إنه انصرف عنها، ثم ما لبث أن رجع إليها! إنها الآن مريضة، وليس لديها حيلة، فبمجرد أن يتصل بها، تعاودها حالة البكاء والتعب والخوف والفزع، فتتصل بى، وأبذل قصارى جهدى لتهدئتها، وأخيرا نصحتها بأن تبتعد عنه قليلا حتى تفكر فى زواجها منه دون ضغوط.. ولقد روت لأمها عنه فتحفظت عليه، أما أبوها فيرفضه، فما رأيك فى هذه المشكلة، فردك سوف يتوقف عليه مصيرنا، وأنا أثق جدا فى رؤيتك للأمور؟! { لا يحق لك الإتصال بهذه الفتاة ما دمت قد فسخت خطبتك لها، فدعها وشأنها، ولا تتدخل فى حياتها، وعليها أن تعلم أنها تلعب بالنار مع زميلها المتزوج، فهو يغرر بها، ويريد أن يجمع بين الإثنتين، وليس صادقا فى مشاعره نحوها، والحقيقة أنكما تلعبان بها، وهى ضحية لكما، ومن الخطأ أن تتواصل معكما تحت أى ذريعة، وبصراحة شديدة، فإننى أتحفظ على نظرتك إلى الأمور، إذ لا ترى سوى نصف الكوب الفارغ، وتشعر بالتعاسة وخيبة الأمل، وتلقى باللائمة على الظروف والحياة، فتفكيرك فيه قصور كبير، ولا تستقيم معه حياة، فغيّر منهجك فى الحياة، ودع هذه الفتاة وشأنها، وعليها أن تعلم أن الحل الوحيد لها هو أن تعيد اكتشاف ذاتها ونقاط قوتها وضعفها، وترتب حياتها وتنظر فى أولوياتها من جديد، بعيدا عنك وعن الرجل المتزوج معدوم الضمير. ............................... أنا فتاة عمرى واحد وثلاثون عاما، وحاصلة على مؤهل عال وماجستير، وفى طريقى للحصول على الدكتوراه، وأتمتع بدماثة الخلق والجمال أيضا، وأنا الإبنة الوحيدة لأب كان يشغل مركزا مرموقا، وأم كانت هى أيضا فى منصب مهم بإحدى الجهات الحكومية، وقد مررت فى حياتى بظروف سيئة للغاية جعلتنى حزينة على الدوام، فمنذ صغرى وأهل أبى يحرضونه على سوء معاملتنا دون أن نرتكب أى خطأ تجاههم، مما جعلنى أبتعد عنهم، وليس لنا معارف ولا صداقات، وأتطلع إلى الزواج من شاب محترم وأعزب وميسور الحال، ويشغل مركزا مرموقا، ويكون مناسبا لى، ويقف بجانبى، ويحمينى من غدر الزمن. { وضع أبيك الخاطئ بين أخوته، هو الذى صنعه بنفسه، وكان ينبغى عليه منذ البداية أن يفصل بين حياته الأسرية مع زوجته وابنته من جانب، وأخوته من جانب آخر، فلا تبالى بهم، ولا تتقوقعى فى بيتكم، وأفسحى المجال لكى يتعرف عليك الآخرون، وبكل تأكيد سوف تجدين بينهم الزوج المناسب لك من كل الوجوه. ............................... أميرة حمدى الأهتم مصر الجديدة: يزداد إعجابى ببريدك بمرور الوقت لما تقدمه من حلول رائعة وتحليلات عميقة لأصحاب المشكلات، وأستأذنك فى تقديم سؤال ونصيحتين لكاتب رسالة «القوقعة الفارغة» فى بريد الجمعة الماضى الذى سألك: كيف سيواجه أهل من سيتقدم لخطبتها بدون أهله (أى والده ووالدته)؟.. إنه هو الذى قرر قطيعتهما لسوء تعاملهما معه ومع بعضهما، وأنه يفكر فى أحد المعارف يكون معه بديلا عنهما، وجاء ردك عليه جميلا وقويا بأن «اللى مالهوش كبير يشترى له كبير»، وقد عاتبته متسائلا: كيف أنه سيقاطع أهله مع أن والده ووالدته سيكونان سندا له أمام زوجته وأسرتها فى المستقبل؟. وإنى أسأله: ماذا سيكون رد فعله إذا صادف عملا يدر عليه دخلا مجزيا ولكن مع أشخاص سيئ التعامل معه ومع بعضهم؟.. والإجابة على هذا السؤال لها احتمالان إما ترك العمل ليجد بديلا آخر أو الاستمرار فى العمل برغم عيوبه متحملا صابرا، وإذا كان سيترك العمل ليجد بديلا غيره، فهل يصح ترك الأهل للبحث عن بديل لهم؟، وإذا استمر فى العمل صابرا متحملا برغم المساوئ والعيوب ليجنى الفائدة العظيمة وهى المرتب، أليس من باب أولى الاستمرار فى العلاقة الطيبة مع والديه لما لها من فوائد هائلة؟. إننى أنصحه بالصبر والتحمل مع والديه ليكسب رضا الله الذى أوصانا جميعا بالبر بالوالدين والرضا الداخلى وراحة البال، ويكسب نظرة المجتمع له خصوصا أسرة من سيخطبها التى ستزداد احتراما له وثقة به بأنه بار بأهله وربما يساعد أهله فى الهداية والطريق السليم فى التعامل عندما تجرى سنة الحياة عليهما من كبر وضعف. وأقول له: لقد تحملت والديك عندما كنت صغيرا، ولكن عندما اشتد عودك بدأت فى الفر والكر والهروب، وكما كنت متحملا صغيرا فإن عليك أن تكمل ما بدأته فاستمر متحملا وصابرا الصبر الجميل. أما عن أختك فأتمنى ألا تحرمها من أن يكون لها أخ سند «معنوى أو مادى» حسب مقدرتك، وحينئذ ستتشرف بك أمام زوجها وأولادها وأهل زوجها، فلا تحرم أولادها من أن يكون لهم خال، ولا تحرم أولادك فى المستقبل من أن تكون لهم عمة جميلة وعطوفة فى المستقبل. وإنى أتعجب من أنكما «أنت وأختك» قد نشأتما فى نفس البيئة وتجرعتما نفس المعاملة فى طفولتكما ونشأتكما، فكيف تبتعدان عن بعضكما، وأنتما فى أشد الاحتياج للتعويض بالإحساس بالدفء الأسرى والتعاطف وأن تعوضا بعضكما بعضاً ما افتقدتماه، فالإخوة الحقيقية نعمة من نعم الله العظيمة التى تستحق الحفاظ عليها وعدم فقدانها وهى بين أيدينا، ولنا قدوة ومثال عظيم فى سيدنا يوسف الذى شكر الله الذى أنعم عليه بإخوته بعد أن نزغ الشيطان بينه وبينهم، فلقد سامح إخوته، وصفت نفسه تجاههم.. وأنا كأم روحية لك أنصحكما أنت وأختك بالتواصل لتنعما معا بحياة جميلة أمام أسرة كل منكما. وأرجوكم أن تدعو لابنتى الآنسة رانيا صدقى التى توفيت فى حادث أليم راجية من الله الصبر الجميل وقوة التحمل لى ولشقيقها. ............................... تبرعات القراء: مع صباح كل يوم تنهال على «بريد الأهرام» طلبات القراء البسطاء الذين لا يجدون موردا للرزق يواجهون به متطلبات الحياة ونفقات العلاج الباهظة, وهم لا حول لهم ولا قوة وأجدنى عاجزا عن تلبية احتياجاتهم, لكن الله عز وجل يرسل الخير من عنده, فإذا بأهل الخير يتدفقون على البريد لتقديم المساعدة لمن هم فى حاجة إليها, وهكذا تنفرج الكروب, ويحدث التعاون بين الأغنياء والفقراء, ولمن يسألوننى كثيرا عن كيفية التبرع فإنهم يمكنهم الحضور إلى بريد الأهرام بمقر جريدة الأهرام لتحديد الحالات التى يرغبون فى مساعدتها, وتقديم المبلغ الذى يتبرعون به والحصول على إيصال به, أو إرسال شيك بالمبلغ مرفقا به خطاب يوضح الحالات المطلوب مساعدتها, علما بأن رقم حساب بريد الأهرام هو 0013070302493200062 البنك الأهلى الفرع الرئيسي, وفقنا الله جميعا إلى عمل الخير وتفريج كربات المحتاجين.