ما أن تطأ قدماك مسجد عمرو بن العاص, إلا وتستشعر عظمة التاريخ, فيعود بك الزمان إلي عصر الفتوحات الإسلامية , وتقفز إلي مخيلتك صورة الصحابي الجليل عمرو بن العاص عندما فتح مصر, ففي ساحته توحدت قلوب المصريين وبأروقته تجمع خيار الصحابة فأسسه الفاتح عام21 هجرية مع70 من الصحابة, وحدد قبلته أكثر من20 صحابيا إلي أن أصبح منبرا لعدد كبير من المشايخ ليكون هو الإطلالة الدينية, وجامعة إسلامية تخرج فيها الكثير من مفكري الإسلام علي مدي حقب بعيدة, فهو أول مسجد شيد في القاهرة, والخامس في العالم, بعد مساجد مكة والمدينة والأقصي والعراق. يكتظ المسجد بالمصلين يصدحون بالقرآن والدعاء في كل رمضان, والصلاة به في' ليلة القدر' من معالم رمضان في مصر, حسب قول الشيخ حسن عدلي أحد أئمة المسجد, مضيفا, أن ليلتي27 و29 من رمضان, لهما مذاق روحاني خاص, يفترش المصلون خلالهما' الحصر' في الساحة الخارجية, ويتعدي عددهم نصف المليون شخص, يتوافدون من أحياء مصر, يحجزون أماكنهم من الظهيرة لاستماع دعاء ختم القرآن عقب صلاة التراويح في مشهد إيماني رائع تموج فيه أعداد هائلة من البشر, تمتد للشوارع والحارات المحيطة به, لتصل إلي شارع صلاح سالم شمالا ومنطقة مار جرجس جنوبا وغربا حتي سور مترو الأنفاق, وتوجد لجان للتنظيم والطوارئ. وأشار الإمام حسن عدلي, إلي أنه كان للمسجد وظائف أخري منها إقامة الشعائر الدينية, وحلقات التدريس, لذا أطلق عليه العديد من الألقاب منها' العتيق, وتاج الجوامع, والفتح, والنصر, وقطب سماء الجوامع', واعتبره الكثيرون أزهر ما قبل الأزهر, حيث تلقي فيه طلاب العلم جميع علوم اللغة العربية والدين الإسلامي الحنيف, وهو الأثر الإسلامي الوحيد الباقي منذ الفتح الإسلامي لمصر, وتبلغ مساحته نحو14 ألف متر, وأعمدة بعدد أيام السنة,365 عمودا, وله10 أبواب.