المذيع توفيق عكاشة وأمثاله مجرد جملة اعتراضية ساخرة في مسيرة الإعلام, تشبه أراجوز القرية, يتفرج عليه الناس ليضحكوا ويرحرحوا, دون أن يؤثر فيهم لا معنويا ولا فكريا. ومن العار أن نصور توفيق عكاشة هو كل الإعلام, ونصدر قوانين علي مقاسه تضبط الأداء الإعلامي..هذه كارثة. ويبدو أن توفيق عكاشة جاء في وقته, لتأخذه جماعة الإخوان حجة وذريعة للانقضاض علي حرية التعبير في مصر, وجسرا تعبر عليه إلي تكميم الأفواه المعارضة التي تري في استحواذ الجماعة علي السلطة خطرا حقيقيا يهدد مستقبل الوطن, فاحتكار الوطن كما فعل الحزب الوطني هو أقصر طريق إلي الاستبداد والفساد وتخريب المستقبل, فالأوطان العفية تقوم علي تصارع الأفكار والرؤي والاجتهادات والأعمال, والأوطان الهشة تفسدها الرؤية الواحدة والفكرة الواحدة والاجتهاد الواحد..ومصيبة مصر في نصف القرن الأخير أنها كانت أسيرة رؤية واحدة خسفت بها الأرض.. ودلائل الرؤية الواحدة التي تحاول أن تسيطر وتفرض وصايتها وسطوتها علينا وضحت وبانت تماما, فالأعمال المناهضة للحرية وتعدد الأفكار راحت تعبث منذ فترة وكلها مرتبطة مع بعضها: حصار لمدينة الإنتاج الإعلامي, وكان حصارا إرهابيا من مدنيين وليس من البوليس, أما الاعتداء علي خالد صلاح صاحب برنامج الأسئلة السبعة فهو يماثل ما كانت تفعله أجهزة مبارك مع معارضيه.. إغلاق قناة الفراعين شهرا بقرار إداري من هيئة الاستثمار, وهذا تدخل سافر مهين للحرية, فلو القناة وقعت في مخالفات فالقانون موجود, أما التدخل الإداري فهو استخدام تعسفي للسلطة تعسفيا في تكميم الأفواه..وهذا أيضا ما كان يحدث نسبيا في حكم الرئيس السابق. غارة وزارة الداخلية فجرا علي مطابع دار التحرير لمصادرة أصل صفحات جريدة الدستور, المعارضة للإخوان, بزعم أن بها مواد تمس شخص الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية وتتناوله بقدر من الإساءة والإهانة..وهي غارة في مرتبة الجريمة, كما لو أننا عدنا إلي زوار الفجر, فلا قانون ولا قواعد ولا يحزنون. والسؤال هنا ضروري: من الذي حرك حصار مدينة الإنتاج الإعلامي وقرار الاستثمار بوقف قناة الفراعين وغارة وزارةالداخلية علي الدستور؟! الجماعة. نعم..حرية المصريين في خطر! المزيد من أعمدة نبيل عمر