فى الوقت الذى عقد فيه مجلس الجامعة العربية اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين بعد ظهر أمس برئاسة السعودية لبحث الأوضاع فى اليمن على ضوء انطلاق عملية تحرير الحديدة من قبضة الميليشيات الحوثية بناء على طلب من الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا ،أعلن أحمد عبيد بن دغررئيس الحكومة، أن القوات الشرعية تقترب من نصر حقيقى على مسلحى جماعة أنصار الله الحوثية. جاء ذلك فى تصريح له، بعد وصوله العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، جنوبى البلاد، قادما من العاصمة السعودية الرياض، التى مكث فيها أخيرا لأسابيع. وأوضح بن دغر، قائلا «نحن نقترب من نصر حقيقى مؤزر فى هذه الأيام المباركة، بتحرير واستعادة ميناء الحديدة التى استخدمته المليشيات الانقلابية(الحوثيون) لتهريب الأسلحة ودعم جبهاتها خلال الثلاث السنوات الماضية». ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية»سبأ» عن بن دغر قوله إن «النصر الأكبر هو استعادة العاصمة صنعاء وعودة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادى إليها، وأن هذا ما سيحدث حتماً، لأن تلك هى الإرادة الصلبة للشعب اليمنى الذى يرفض العبودية، ويعشق الحرية والسلام». ومضى بالقول إن « الحكومة خلال الأيام القادمة سوف تولى محافظة الحديدة جل اهتمامها، وستمضى فى إعادة تطبيع الحياة فى كل المديريات التى تم ويتم تحريرها من المليشيات الحوثية الانقلابية المتمردة». ولفت إلى أن « الحكومة تبذل قصارى جهدها للحفاظ على الخدمات فى العاصمة المؤقتة عدن وبقية المحافظات فى المستوى المطلوب رغم الظروف الصعبة التى تعيشها البلاد، جراء الانقلاب والحرب التى شنتها مليشيا الحوثى بدعم من إيران، ورغم شحة الإمكانات ومحدودية الموارد». وقدواصلت قوات الجيش اليمنى الوطنى بإسناد من التحالف العربى تقدمها باتجاه ميناء ومطار محافظة الحديدة، وذلك فى إطار العملية العسكرية الواسعة التى انطلقت فجر أمس الأول لاستعادة المحافظة من الحوثيين. وذكرت مصادر عسكرية أن هذه القوات تمكنت خلال الساعات القليلة الماضية من التوغل وسط مديرية الدريهمي، وتحرير منطقة النخيلية، وبدأت فى خوض معارك عنيفة مع الحوثيين على مشارف الحديدة. ونقل الموقع عن رئيس العمليات العسكرية فى ألوية العمالقة العقيد أحمد قائد الصبيحى القول إن «قوات الجيش الوطنى فى اللواء الأول والثانى والثالث والرابع عمالقة توغلت فى مديرية الدريهمى وتمكنت من تحرير عدد من المناطق فى المديرية، منها منطقة النخيلية بعد معارك عنيفة مع مليشيا الحوثى الانقلابية».وأضاف أن «قوات الجيش الوطنى تواصل تقدمها باتجاه مطار الحديدة ومينائها».وأشار إلى أن «عملية تحرير مدينة الحديدة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الحسم». وسيعقد مجلس الامن الدولى اجتماعا خلال الساعات القليلة المقبلة لاجراء مشاورات عاجلة حول الأوضاع فى الحديدة بعد بدء التحالف الهجوم بناء على طلب من بريطانيا، وسيكون الثانى من نوعه خلال الأسبوع الحالى حول اليمن.وعبرت الأممالمتحدة عن قلقها من العملية العسكرية التى يمكن أن تؤثر على تسليم المواد الغذائية والمساعدات الانسانية الى ملايين اليمنيين الذين أصبحوا على حافة مجاعة. وأكد وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون فى بيان أن العملية العسكرية حول الحديدة يجب ألا تؤثر على تدفق السلع عبر المرفأ. وقال إن التحالف أكد أنه يأخذ المخاوف الانسانية فى الاعتبار فى خطط عملياته مشددا على أن «استمرار تدفق الإمدادات الغذائية والوقود والمواد الطبية الى اليمن أمر حيوى داعيا الحوثيين الى الامتناع عن تعريض منشآت المرفأ للخطر او عرقلة نقل المساعدات الانسانية .