ليس هناك شك أن كل من علي ظهر الأرض من مخلوقات علي اختلاف أشكالها وأنواعها تنام. ذلك النوم الذي يقضي فيه الإنسان قرابة ثلث عمره ولانعرف عنه إلا القليل. هيا بنا نقترب منه قليلا ولنبدأ بهذا السؤال ماذا يحدث لاقدر الله لو حرم إنسان من النوم؟ والإجابة أنه لن تستقيم حياة بغير نوم فعندما يحرم إنسان من النوم لبعض الوقت تصبح تصرفاته وسلوكه عشوائية ويعاني من الهياج والاستثارة الشديدة ويفقد حدة الانتباه والذاكرة وتضمحل عنده القدرات العقلية فإذا ما طال هذا الحرمان الي أربعة أو خمسة أيام تظهر بعض المواد المهلوثة في دمائه التي تؤدي الي الهلاوس والهلاك بل أن مجرد قلة النوم يؤدي الي الغباء والكآبه والبدانة وظهور الأمراض كمرض السكر وضعف الجهاز المناعي وأجدني اختلف مع ماقيل في رباعيات الخيام حيث يقول الشاعر فما اطال النوم عمرا ولاقصر في الأعمار طول السهر فإن قلة النوم تعمل علي انخفاض متوسط الأعمار وكذلك كثرته تضر بالأبدان وتضيع الأعمار والنوم يعرفونه بأنه حالة من فقدان الوعي وعدم الإدراك وأظن أن الأمر غير ذلك فمراكز المخ منتبهة وساهرة وتنذرنا إذا ما داهمتنا الأخطار أثناء نومنا بل وتحدث أثناء النوم أعقد العمليات الفسيولوجية في الجسم ولعل النوم هو تغير لمعني الوعي والشعور, والنوم تتم فيه إعادة ترتيب وتنظيم المخ والجسد وتختلف ساعات النوم المطلوبة من شخص لآخر والعبرة بالراحة والتجدد بعد النوم, عزيزي يتعاقب فينا النوم واليقظة كتعاقب الليل والنهار والنوم ليس شيئا واحدا ولكنه أجزاء لكل جزء مراحله ولكل مرحلة دورها وأهميتها ولك أن تتخيل النوم كبحر عميق فأما الجزء الأول منه فهو نوم لاتتحرك فيه العين حركة سريعة وينقسم هذا الجزء الي أربع مراحل المرحلة الأولي وهي مرحلة من النوم الخفيف جدا لدرجة أن الشخص لو استيقظ في هذه المرحلة سوف يخبرك أنه لم ينم المرحلة الثانية وهو نوم خفيف ولكنه أعمق من المرحلة الأولي. المرحلة الثالثة وهو نوم متوسط ينخفض معدل التنفس والنبض وكذلك الضغط والحرارة, المرحلة الرابعة وهي مرحلة النوم العميق وفيه يصل التنفس والنبض الي أقل معدلاته حوالي60 نبضة في الدقيقة وهذه المرحلة مهمة جدا لكي تحدث الراحة والانتعاش واستعادة النشاط وينبغي أن نعمل علي أن يدخل الإنسان في هذه المرحلة ويأخذ وقته الكافي منها وألا نخرجه منها بالضوضاء العالية المتكررة.