أضاعت مصر فرصة العمر في تقديم دعاية لمنتجاتها الوطنية عن طريق المنتخب القومي المشارك في نهائيات كأس العالم بروسيا، وضربة البداية كانت في الزى الذي ظهر به لاعبو المنتخب وأثار سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي من تصميمه وعدم تناسق كل بدلة مع اللاعب الذي يرتديها، واكتمل مشهد السخرية بالحذاء الأبيض الرياضي الذي لا يتناسب مع لون أو ستايل البدلة الكلاسيك، لنفاجأ بعد ذلك أن شركة أجنبية هي التي أُسند إليها هذا العمل، وأنها قدمت أحدث تصميمات وخطوط الموضة لعام 2018، وأنها فخورة بهذا التصميم والعمل المبتكر. لن نناقش شكل أو تصميم البدلة التى تحتوى على 6 زراير فكل واحد حر في ذوقه، ولكن لماذا لم يتم إسناد عملية تصميم البدلة والحذاء لمصمم مصري وطني، أو طرح مسابقة بين المصممين الشباب لتصميم بدلة وحذاء واختيار الأفضل، مع العلم أن مصر بها مصممين عالميين، وبها أيضا شباب قادر على منافسة أكبر بيوت الأزياء العالمية، مع توفير العملة الصعبة التي حصلت عليها هذه الشركة الأجنبية. أيضا لماذا لم يتم إسناد عملية تصنيع البدلة والحذاء لأحد قلاع الصناعة الوطنية وهي كثيرة وبها خامات وعمال ومهندسون كانوا سيقومون ببذل كل طاقاتهم وخبراتهم لإنتاج بدلة وحذاء تمثل دعاية لخبرات مصر ومصانعها، بدلا من خصخصتها أو بيعها وتسريح عمالها. هذه البدلة المصرية الخالصة ستجدها خلال ساعات هي موضة الشباب الذين سيقبلون على شرائها مثلما يفعلون مع تي شيرت المنتخب الرسمي، والذي أصبح شراؤه مطلب كثير من الشباب، وبالتالي ستقوم المصانع المصرية بإنتاجه مما يكون سببا للرواج ولو لفترة قصيرة. الكثير يتسابق لجني الأرباح من وراء المنتخب الوطني بطرق كثيرة، ولكن للأسف أرباحا خاصة به وليست من أجل مصر. لمزيد من مقالات عادل صبري;