* خلال مؤتمر صحفى مشترك * الرئيس للشعب الإثيوبى: والله لن نضر بكم أبدا..وآبى: نخاف الله ونرعى حسن الجوار * السيسى: العلاقات المصرية الإثيوبية أزلية ويجب أن يظل النيل رابطا للتعاون ومصدرا للحياة * الاتفاق على تقديم جميع التسهيلات الممكنة من البلدين لإقامة منطقة صناعية بأديس أبابا أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن العلاقات المصرية الإثيوبية ممتدة عبر آلاف السنين، وتقوم علي وشائج أزلية من الأخوة والصداقة والمصالح المشتركة. وأشار الرئيس السيسي إلي أن البلدين يربطهما نهر النيل العظيم الذي كان ويجب أن يظل، رابطاً للتكامل والتعاون ومصدرا رئيسياً للحياة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس السيسي مع رئيس وزراء إثيوبيا د. آبي أحمد علي عقب جلسة مباحثات بينهما بقصر الاتحادية وذلك بحضور الوفد المصري الذي ضم كلا من المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والدكتور مصطفي مدبولي وزير الإسكان وسامح شكري وزير الخارجية والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والدكتور محمد عبدالعاطي وزير الري . وشدد الرئيس السيسي علي أن العلاقة بين البلدين هي علاقة شراكة استراتيجية، كما أن توجه مصر الاستراتيجي هو ترسيخ المصلحة المشتركة مع إثيوبيا في كافة المجالات، وأننا لن نألو جهداً في سبيل تحقيق ذلك. وقال الرئيس إن مصر، حكومة وشعباً، ستظل سياستها نحو إثيوبيا دائماً تتسم بالحرص الكامل علي مصالحها واستقرارها وأمنها، والسعي نحو تقدم ورخاء شعبها الشقيق. وأشار إلي رغبة مصر في دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين علي كل المستويات، استغلالاً لما يجمع بينهما من مصالح مشتركة كبيرة، من أجل وضع أسس التعاون والشراكة والتكامل في كافة المجالات، تعظيماً للمكاسب المشتركة، وبما يتفق مع آمال وتطلعات الشعبين، وما يجمعهما من مشاعر المحبة والمودة الضاربة في عمق التاريخ. وأضاف الرئيس أنه يجب أن يستقر في وجدان كل مصري وكل إثيوبي، من واقع العلاقة الخاصة التي طالما ربطت بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما يجمع بينهما من امتداد وعلاقات تعاون متصلة، علي نحو يستحق منا العمل علي جعل الشعوب المصرية والسودانية والإثيوبية أشبه بشعب واحد في وطن واحد. وأشار الرئيس إلي أنه أولي اهتماماً خاصاً علي مدار السنوات الأربع الماضية للعلاقة مع إثيوبيا، وتعزيز التواصل والتعاون وترسيخ مفاهيم العمل المشترك من أجل تحقيق المصالح الكبري في إطار إعمال مبدأ المنفعة للجميع وعدم الإضرار بمصالح أي طرف، وبما يحقق التنمية والرخاء والازدهار لشعبينا الشقيقين. وأوضح الرئيس أننا قطعنا شوطاً مهماً علي صعيد بناء الثقة وتعزيز التعاون الثنائي، وسنواصل جهودنا المخلصة والصادقة من أجل تجاوز أية تحديات مشتركة، وفي مقدمتها التوصل إلي اتفاق نهائي بشأن سد النهضة يؤمن استخدامات مصر المائية في نهر النيل الذي لا جدال في أنه شريان الحياة الوحيد للشعب المصري، وقال السيسي ان نهر النيل يسهم في تحقيق التنمية والرفاهية للشعب الإثيوبي الشقيق، ولهذا فإن هذه الزيارة الهامة لأخي دولة رئيس الوزراء الإثيوبي تمثل فرصة طيبة للتباحث في هذا المسعي النبيل الذي نصبو إليه جميعاً. وأضاف الرئيس أنه بحث مع رئيس وزراء إثيوبيا فرص زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة في ضوء ما نلحظه من اهتمام من قبل القطاع الخاص المصري بزيادة استثماراته في السوق الإثيوبي، وقال السيسي : اتفقنا علي أهمية تقديم جميع التسهيلات الممكنة من الجانبين بغرض دعم تلك الاستثمارات، بما في ذلك التعاون لإقامة منطقة صناعية مصرية في إثيوبيا، وتشجيع مزيد من الاتفاقات بين القطاع الخاص المصري والإثيوبي لاستيراد اللحوم الإثيوبية، فضلاً عن التعاون في مجالات الاستثمار الزراعي، والثروة الحيوانية، والمزارع السمكية، والصحة، بما يفضي لتعزيز التكامل الاقتصادي بين مصر وإثيوبيا، وتقديم نموذج ناجح للتكامل المطلوب إفريقياً. وشدد الرئيس السيسي علي انه أكد لرئيس الوزراء ما نوليه من أولوية لتفعيل ما سبق الاتفاق عليه بين مصر وإثيوبيا والسودان، بشأن إنشاء صندوق ثلاثي لتمويل مشروعات البنية التحتية بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، وأهمية البدء في اتخاذ خطوات تنفيذية لإنشاء الصندوق وذلك بناء علي الاجتماع المقرر أن تستضيفه القاهرة يومي 3 و4 يوليو 2018 علي مستوي كبار المسئولين لهذا الغرض. وأضاف الرئيس أنه بحث أيضاً الأوضاع الإقليمية، وبالأخص ملفات جنوب السودان، والوضع في الصومال، والعلاقات الإثيوبية الإريترية، وهناك تطابق في وجهات النظر ورغبة صادقة في العمل المشترك لإحلال السلام الإقليمي ومساعدة دول الإقليم علي تجاوز التحديات الراهنة. وكان الرئيس السيسي قد رحب في بداية كلمته برئيس الوزراء «آبى أحمد على»، في بلده الثاني مصر، وقدم التهنئة له بمناسبة توليه منصبه، وعلي ما يقوم به من خطوات لتعزيز الازدهار والاستقرار في إثيوبيا الشقيقة. واختتم السيسي كلمته في المؤتمر الصحفي قائلا: انطلاقا من حجم التفاهم والثقة التي تمت خلال المباحثات ستتحرك أجهزة الدولتين من أجل تحقيق الشراكة الاستراتيجية . وشدد السيسي علي أن كل المصريين يكنون كل التقدير والمحبة والأماني الطيبة للشعب الاثيوبي وكل شعوب المنطقة وسوف تتحرك مصر بكل قوة لتحقيق هذا الهدف، ووعد السيسي الشعبين المصري والاثيوبي بعد الثقة التي تم بناؤها وتأكيدها ان تتطور وتتحسن العلاقة بين البلدين في كل المجالات قائلا « والله والله لن نضر بكم ابداً » . وخلال كلمته في المؤتمر الصحفي، طلب الرئيس السيسي من رئيس وزراء أثيوبيا ان يقسم بعدم الحاق الضرر بمصر وشعبها فيما يخص مياه النيل ، وهو ما استجاب له آبى علي الفور قائلا » والله والله لن نلحق الضرر بمصر . ومن جانبه، توجه رئيس الوزراء الإثيوبي للرئيس السيسي بالشكر لحفاوة الاستقبال ، معربا عن سعادته بالزيارة. وأضاف أنه تم بحث العلاقات الثنائية، مؤكدا أن الإثيوبيين يعرفون معني الأخوة وحسن الجوار ويخافون الله وليس لديهم رغبة في إلحاق الضرر بالشعب المصري. وأكد آبى أن الشعب الإثيوبي يؤمن بأهمية الاستفادة من نهر النيل بما لا يضر بالشعب المصري، مطالبا بوجود ثقة في هذا الشأن. وقال إن بعض رجال السياسة وبعض الإعلاميين حاولوا الاستفادة من الخلافات بين الدولتين ، إلا أن القيادة السياسية في كلتا الدولتين لا تعرفان هذا الطريق الجبان وكل العلاقة بين الجانبين علاقة تعاون تفيد الجانبين والشعبيين ويجب أن نكون مساعدين لبعضنا البعض وليس حاقدين علي بعضنا البعض. وأشار إلي أن بعض الدول الإفريقية تتآمر علي بعضها البعض ولم تستفد من هذه السياسة ويجب التغلب علي المشاكل من خلال التعاون، مضيفا أن التآمر ضد بعضنا البعض كانت نتيجته الخسارة، مؤكدا أن ما ترغب فيه إثيوبيا هو نسيان الماضي وبدء مرحلة جديدة من المودة والحب والتعاون واحترام الآخرين. ووجه رئيس الوزراء الإثيوبي حديثه للشعب المصري بأن زيارتهم لمصر خلال شهر رمضان المبارك للتأكيد علي ما يكنه الإثيوبيون للمصريين من مودة ومحبة ومحو الشكوك حول إثيوبيا ، مضيفا أن كل ما ترغب فيه إثيوبيا هو استخدام حصتها والتأكد من وصول حصة المصريين لبلدهم.مشيرا إلي أن اثيوبيا ستسعي جاهدة للعمل مع مصر من أجل زيادة حصتها. وأكد علي عدم وجود حقد أو خلاف بين مصر وإثيوبيا، مطالبا الإعلاميين بالتقريب بين الشعبين بما ينعكس من نجاح علي الشعبين الشقيقين ، مشددا علي ضرورة عدم اللجوء إلي أسلوب زرع الفتن لأنه لن يخدم أي علاقات. وأشار إلي أن إثيوبيا لديها 29 مليون طالب وتحتاج إلي التعاون لأن الخلافات لن تفيد ولابد أن نترابط من خلال تحقيق التنمية عبر الموارد المشتركة مثل نهر النيل ومد السكك الحديدية بين البلدين. وكشف آبى عن موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي إطلاق سراح عدد من المسجونين الإثيوبيين في مصر الذين تم ضبطهم عبر الحدود ، مشيرا إلي أن المباحثات مع الرئيس كانت ودية للغاية وشدد رئيس الوزراء الإثيوبي في ختام كلمته علي أن حكومته وشعبه ليس لديهم أي نية في إلحاق الضرر بمصر قائلا : «بإمكاننا التعاون في كافة المجالات وليس مجال النيل فقط وعلي الشعب المصري أن يعرف أننا نكن لهم كل الاحترام».