وقف الشاب حمزة زالاييف على مدخل ملعب «أحمد أرينا» فى العاصمة الشيشانية جروزني، مغتبطا فى استقبال النجم المصرى محمد صلاح الذى حضر أمس مع منتخب بلاده الذى دخل فى معسكره بالمدينة التى دمرتها حربان طاحنتان فى ربع القرن الاخير. قال زالاييف المرتدى قميص نادى «أحمد أف سي» (تيريك جروزنى سابقا) وحاملا وشاحه لمراسل وكالة فرانس برس « لقد دعوت صلاح لتناول طبق شيبالغش التقليدي». ويشجع حمزة البالغ 21 عاما نادى ليفربول الانجليزى وأصبح صلاح قدوة له «لأنه لاعب جيد ومسلم». لم تنجح الشيشان، إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية ذات الأغلبية المسلمة، فى استضافة مباريات المونديال الذى ينطلق الخميس المقبل فى موسكو، لكنها عوضت باستقبال منتخب مصر ونجمه الذى يتعافى من إصابة قوية بكتفه، تعرض لها فى نهائى دورى أبطال أوروبا ضد المتوج ريال مدريد الاسبانى فى 26مايو الماضي. فى ملعب «أحمد أرينا» الذى يحمل اسم الرئيس السابق أحمد قديروف وشيده فى 2011 نجله رمضان (41 عاما)، الرئيس الحالى الحاكم بدعم مطلق من موسكو، يخوض منتخب مصر أولى تمارينه فى روسيا بعد انتهاء استعداداته للمونديال. هدوء شوارع جروزنى «اعتيادى وليس بسبب شهر رمضان» كما يقول عربى شاخجيرييف البالغ 21 عاما لفرانس برس «لقد أصبحت مدينة هادئة، والناس هنا تحب ممارسة كرة القدم والالعاب القتالية مثل المصارعة». يضيف طالب إدارة الإعمال «لا يشجع الجميع هنا منتخب روسيا، فبعضهم يفضل المنتخبات الكبرى مثل المانيا او البرازيل... نحن سعداء لاستضافة هذا الحدث العالمي، وعدد كبير سيتابع المباريات على شاشة عملاقة فى وسط المدينة». ستكون إقامة منتخب الفراعنة متقطعة فى جروزني، كونه سيغادرها ثلاث مرات على الأقل فى دور المجموعات، لمواجهة الأوروجواى افتتاحا فى 15 يونيو فى ايكاتيرينبورج، ثم روسيا المضيفة فى سان بطرسبورج فى 19 منه،قبل اختتام مشواره فى الدور الأول ضد السعودية فى فولجوجراد فى 25 الجاري. على الطرف الشرقى للمدينة يقع الفندق المترف والملعب، وفى الطريق المؤدية إليهما وسط اجراءات أمنية مشددة ترفرف إعلام مصرية وروسية وشيشانية صغيرة، فيما تظهر صورة للاعب المصرى عبد الله السعيد وهو يحتفل بقميص منتخب مصر وخلفه لاعبا الوسط طارق حامد ومحمد النني. بدأت وسائل الإعلام العالمية بالتهافت إلى جروزنى الراغبة بمحو صورة الحرب الأليمة، ولدى سؤال ممثلى شبكة «تى فى جلوبو» البرازيلية عن سبب قدومهم إلى مدينة لا تستقبل اى مباراة وغير مرتبطة بمجموعة البرازيل، كان الجواب مختصرا ومعبرا: «صلاح».