حالة من الهدوء التام تسيطر على امتحانات «الثانوية الأزهرية» فلا مجال للحديث عن أى تسريب لأسئلتها. الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر أرجع ذلك إلى جهود متواصلة منذ 5 سنوات عندما نجحت إحدى محاولات التسريب لثلاث مواد وتم إلغاؤها بالفعل لأننا تأكدنا من تداولها بين الطلاب قبل وقت الامتحان بساعات، وتم إعادة امتحان تلك المواد مرة أخرى فى وقت تم تحديده بعد الانتهاء من جدول الامتحانات المعلن آنذاك. بعد تلك الواقعة بدأنا فى التفكير فى كيفية القضاء على هذه الظاهرة ومواجهتها، فعالجنا السلبيات التى أدت إلى هذه الظاهرة بطرق متنوعة، منها تغيير طريقة التغليف للأسئلة، وتقليل عدد مراكز التوزيع الموجودة بالمحافظات، وإلغاء اللجان الموجودة بالقرى والنجوع والكفور النائية، وتخفيض اللجان العامة من 1500 لجنة إلي566 لجنة هذا العام ، وقد تزيد أو تنقص وفقا للأعداد، وجميعها داخل المدن، والحمد لله لم يحدث تسريب أو تمرير لأى مادة فى امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية بقسميها العلمى والأدبى وقد تمت بعض المحاولات ولكنها باءت بالفشل. وشدد وكيل الأزهر على أننا نطمح للقضاء على ثقافة الغش ذاتها، خاصة عند أولياء الأمور، فكثير منهم للأسف الشديد يشجع أبناءه على الغش ويشترى له وسائله بمبالغ طائلة، فضلا عن أصحاب «القلوب الرقيقة» الذين يشفقون على الطلاب ويسهلون الغش لهم، بل يستنكرون سعينا للقضاء على هذه الظاهرة، قائلين: «لماذا تمنعون الطلاب من الغش؟! حرام عليكم!»، فيجب علينا أن نواجه تلك الثقافات المنتشرة داخل المجتمع حتى نستطيع تخريج طلاب أكفاء نافعين لأنفسهم ولمجتمعهم. وأضاف وكيل الأزهر أنه على الرغم من الاستقرار الملحوظ الذى تشهده لجان الامتحانات على مستوى الجمهورية فإن ما يتم نشره على الصفحات المشبوهة من محاولات ووسائل يتم الترويج لها على أنها نوع من تسريب الامتحانات ، لن يكون له أى تأثير لأن ما يتم نشره أشبه بمراجعة ليلة الامتحان التى تنتشر بمراكز الدروس الخصوصية ، وهى مجرد توقعات ومحاولات يائسة لا تصدق فى الغالب وستبوء دائما بالفشل بفضل الجهود التى يبذلها الأزهر الشريف جاهدًا على أرض الواقع لمواجهة حالات التشويش والبلبلة التى تثيرها مافيا باحثة عن الربح بأى وسيلة دون استمساكها بمبدأ أو رسالة أو قيم أصيلة إلا أن الأزهر واجهها بكل حسم حفاظًا على مكانته وسمواً بأخلاق أبنائه.