يقول الله تعالى فى محكم تنزيله فى سورة الفتح: (وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحقَّ بها وأهلَها). وكلمة التقوى هى لا إله إلا الله، فمآثرها كثيرة ومَكَارِمها كبيرة، وفَضَائِلها جليلة، ومَنَاقِبها عظيمة، يقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين: ولما كانت لا إله إلا الله عظيمة القدر، كبيرة الشأن، كثيرة الفضل، لا تعادَل ولا تُقابَل، كانت أوصافها الواردة فى الكتاب والسنة كثيرة. فقد أورد الإمام ابن حبان فى صحيحه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:قال موسى:يا رب علمنى شيئاً أذكرك به، وأدعوك به. قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك يقول هذا. قال: قل لا إله إلا الله. قال: إنما أريد شيئاً تخصنى به.قال: يا موسى لو أن أهل السماوات السبع والأرضين السبع فى كِفّة، ولا إله إلا الله فى كِفّة مالت بهم لا إله إلا الله. يقول أسامة بن زيد رضى الله عنهما: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحُرَقَة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجلٌ من الأنصار رجلاً منهم، فلما غشيناه، قال: لا إله إلا الله فكَفَّ الأنصارى أما أنا فطعنته برُمحى حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ فعلى النبيَ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أسامة، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قلت: يا رسول الله قالها: متعوذاً، قال: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قال أسامة: فما زال يكررها عليّ، حتى تمنيت أنى لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. هذا المقتول، كان مشركاً و محارباً ؛ وقد يكون سيفه ما يزال يقطُر من دماء المسلمين، و لكنه حين قال لا إله إلا الله فقد صار دمه حراماً وغدت حياته آمنةً، هذا هو الإسلام، وهذا هو الهدى النبوي، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: فمن قالها فقد عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله، فليسمع ذلك أصحاب الفكر التكفيرى وخوارجُ هذا العصر الذين دأبوا على تكفير المسلمين، واستباحة دمائهم.