أكد المبتهل الشيخ طارق عبد الرحمن أن مصر لا تزال تملك ناصية فن الإنشاد فى العالم، وأن التطوير سمة الحياة فى كل المجالات، فإيقاع التواشيح القديمة فى الابتهالات لا يناسب العصر الحالى، وأن مدارسنا لا تقارن بغيرها خاصة المدارس الوافدة فى فن الابتهال، وقال فى حوار مع “الأهرام”، ان تعلم الموسيقى ضرورى لتنمية ملكة الشعر للمبتهل، مطالبا وسائل الإعلام المختلفة بالبحث والتنقيب عن المواهب الجديدة.. والى نص الحوار: كيف كانت البداية والنشأة؟ وهل تحفظ القرآن؟ وماذا تعلمت من الكُتَّاب؟ النشأة كانت فى قرية النعامنة مركز منيا القمح محافظة الشرقية، أما البداية، فكانت فى كتاب القرية لصاحبه فضيلة الشيخ مهدى الصنيتى -رحمه الله -، حيث حفظت عنده قرابة نصف القرآن، واستكملت الباقى فى كتاب فضيلة الشيخ فكرى السقا -رحمه الله - وكان عمرى وقتها أحد عشر عاما، وقد تعلمت من الكتاب، الطريقة المثلى لتحفيظ القرآن الكريم وكيف أكون محفظاً، ثم تعلمت من الشيخ فكرى رحمة الله عليه، حسن الصوت والأداء، حيث كان يتمتع بصوت حسن جميل ، يخشع قلبى عندما أستمع إليه وأحب أن أقلده. ومتى دخلت عالم الابتهال؟ ومن هم شيوخك فى هذا المجال؟ وكيف التحقت بالإذاعة والتليفزيون؟ كنت فى الثانية عشرة من عمرى أحتضن جهاز الراديو لا أفارقه أبدا، ومن كثرة سماعى للمبتهلين، تأثرت وقتها أولا بجدى الشيخ نصر الدين طوبار فهو ابن عم جدتى لأمي، ثم بعد ذلك تأثرت بالشيخ على محمد الزاوى والشيخ محمد عمران، وتقابلت بالشيخ محمد الهلباوى - رحم الله الجميع كلهم عظماء- وكنت متأثرا بصوته الحسن الجميل، وطلبت منه، وكنت فى السابعة عشرة من عمري، أن ألتحق بالإذاعة مبتهلا وقابلنى أفضل مقابلة فى منزله، وقام بكتابة الطلب الخاص بالتقدم إلى الإذاعة وقام بنصحى وإرشادى حق الإرشاد عندما تقدمت للاختبار فى الإذاعة، مرة أرسب ومرة يتم تأجيلى، وكان ذلك لعدم دراستى لعلم النغم وكنت لا أستمع لتوجيهات اللجنة لأنى ما كنت أتخيل أننى أحتاج إلى هذه الدراسة، ولكننى فكرت أن أدرس مقامات علم النغم وأردت أن أتعلمها بشكل متوسع، فتعلمت العزف على آلة العود، وهنا كانت المفاجأة، فعندما تعلمت ودرست وجدت نفسى بالفعل أننى كنت لا أصلح للأداء الإذاعى قبل الدراسة، وأصبحت أستاء كل الاستياء من أى تسجيلات لى قبل ذلك. ما رأيك فى مدرسة التقليد؟ وكيف يتم اكتشاف المواهب فى فن الابتهال؟ وما دور وسائل الإعلام فى ذلك؟ .التقليد شىء مهم لأن التقليد هو أول طريق الإبداع، فالمقلد يأخذ شيئا من هذا وشيئا من هذا وفى النهاية تكون له بصمته، ولكنى لا أحبذ أن يبدأ المقلد مقلدا ويحترف مقلدا، بمعنى أننى أقلد لكى أتعلم، وعندما أحترف تكون لى مدرستى الخاصة ولكنى لا أفضل أن أعيش مقلدا دائما، أما عن طريقة اكتشاف المواهب فهذا دور المتخصصين أهل الموسيقى والنغم وأهل الشعر والكلمة، وعلى الإذاعة أن تبحث عن المواهب، لأن الوصول إلى الإذاعة أصعب على الموهبة، والوصول إلى الموهبة أسهل على الإذاعة، وكثير من المواهب لا يعرف كيف يتقدم إلى الإذاعة. فى الريف أيهما محبب لدى الناس الإنشاد أم الابتهال؟ وكيف يتم إحياء ليالى رمضان فى الريف؟ تكثر الاحتفالات فى الريف دائما فى شهر الصيام ويبدأ المبتهل بإلقاء فاصل من الابتهالات الدينية، ثم بعد ذلك ينشد ما طاب له من مديح النبى صلى الله عليه وسلم، وهذا هو المفضل أكثر من الابتهالات عند المستمعين فى الأرياف، وذلك لأنه ينشدهم بعضا من القصص التى تعلمهم الحكمة والفضيلة وعدم الطمع، وهنا يجب على المبتهل أن يكون حصيفا ويعرف ما الذى يحتاجه الجمهور. برأيك ما الهدف من الابتهال الدينى؟ وكيف تختار الأبيات التى تنشدها؟ ومن الذى يلحن لك؟ ترويح القلوب وكثرة الصلاة على النبى عليه الصلاة والسلام، لما يتخلله من إنشاد ومديح ونصائح دينية، فهو يؤدى رسالة كرسالة الخطيب من على منبره. واختيار الأبيات ينبع من إحساسى بالكلمة، فعندما أستمع إلى الكلمة قد أشعر بها وأخرى لا أشعر بها، وذلك لأنى أحب الشعر والاستماع إليه كثيرا ويجب على كل مبتهل أن يتذوق الشعر، أما عن التلحين فالحمد لله أقوم بالتلحين لنفسى لأنى أعزف على العود، فعندى دراية جيدة بأسلوب التلحين. لماذا لم يعد لدينا حاليا نجوم فى عالم الابتهال؟ لأنهم أصبحوا كثيرين وغير دارسين، فمنهم من لا يدرس الموسيقى ولا يشعر بالكلمة، فمن درس الموسيقى يشعر بالكلمة وبحلاوتها ومعناها، فدراسة الموسيقى للقارئ والمبتهل تنمى ملكة الشعر، وتجعل القارئ والمبتهل متميزا بين زملائه. وما رؤيتك لتطوير فن الابتهال؟ وما شروط المبتهل الناجح؟