* شاركت فى استخدام الطاقة «الهيدروجينية» كبديل للوقود فى اليابان لم يأتِ اهتمامه بالبحث والدراسة فى مجال الطاقة من فراغ، أو لمجرد الحصول على درجة علمية وحسب، وإنما كان (ولا يزال) يملك رؤية مستقبلية لوطن يستحق أن يكون فى عداد الدول المتقدمة، بما يمتلكه من كوادر بشرية فى مجالات العلم المختلفة. إنه الدكتور محمد رضا على بِربِر، الأستاذ المساعد بقسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة طنطا، الأستاذ المشارك فى مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، والأستاذ الزائر بجامعة كيوشو اليابانية، المهتمة بأبحاث الطاقة المتجددة، الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية، ونوط الامتياز من الطبقة الأولى من الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى عيد العلم (أغسطس 2017)، والحاصل على جائزة أفضل باحث عامى 2011 ، 2015، وفقًا للتصنيف الدولى الأمريكى، وجائزة العقول المميزة فى القرن الحادى والعشرين لعام 2012، وفقًا للتصنيف الدولى البريطانى، وشهادة كامبريدج للإنجاز العلمى المتميز لعام 2012 من خلال التصنيف الدولى لجامعة كامبريدج، عضو الاتحاد الدولى لمنظمة الطاقة الهيدروجينية (IAHE)، عضو الجمعية اليابانية لعلوم البوليمرات (SPSJ). ويأتى هذا الحوار متزامنًا مع مشاركة «د. بِربِر» فى «ملتقى مارى كورى الدولى» بجامعة «القطب الشمالى» فى دولة النرويج، حيث يقوم بإلقاء محاضرة عن الطاقة المتجددة (خلايا الوقود)، وكذلك صدور أحدث مؤلفاته بعنوان «CARBON NANOTUBES» (الأنابيب الكربونية النانوية - متناهية الدقة)عن كبرى دور النشر العلمية بإنجلترا وأمريكا، ولقيام الأوساط العلمية الدولية، منذ بداية العام الحالى، بتسليط الضوء على آخر أبحاثه فى مجال الطاقة المتجددة، الذى تم نشره فى المجلة الأمريكية العالمية «WILEY»، حول «الأقطاب النحاسية للتوصيل الكهربى».. وإلى نص الحوار: ماذا عن آخر وأهم نتائج أبحاثك فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة؟ الحمد لله، لى العديد من الأبحاث فى هذا المجال، والمنشورة بالدوريات العلمية العالمية وكبرى دور النشر العالمية فى أمريكا وإنجلترا واليابان، حيث قمت بابتكار وتطوير خلايا وقود بوليمرية جديدة (كربون +هيدروجين) تعمل بالهيدروجين لإنتاج الطاقة الكهربائية من خلال تفاعل كيميائى باستخدام غاز الهيدروجين والأكسجين الجوى، وتعتبر هذه الخلايا حاليا من أكثر وسائل توليد الطاقة عمرًا وحفاظًا على البيئة. كما استخدمت تكنولوجيا النانو فى تصميم وتصنيع أقطاب كربونية عالية الكفاءة فى التوصيل الكهربى، وتم الحصول على نتائج عالية من الطاقة. وأضاف أن هذا المشروع البحثى هو الذى حصل بسببه على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من الرئيس عبدالفتاح السيسى. كيف يمكن استخدام هذه الطاقة الهيدروجينية فى مصر؟ لا بد أن تقوم الدولة المصرية بالعمل كحلقة وصل بين الشركات والمصانع والباحثين لتقليل الفجوة بين البحث العلمى والصناعة، والقضاء على البيروقراطية بالتواصل الفعلى بين الطرفين، ووضع قواعد مُلزِمة لهما لتطبيق هذه الأبحاث؛ لأن الدولة لن تستطيع وحدها تمويل هذه الأبحاث، وتطبيق نتائجها على أرض الواقع، خاصة إذا علمنا أن هذه الأبحاث تستطيع باستخدام الطاقة المتجددة (الهيدروجينية) زراعة الصحراء بماء المطر. تقول زراعة الصحراء بماء المطر.. كيف يحدث ذلك؟ الأمطار مصدر مهم من مصادر المياه، مما يزيد من الرقعة الزراعية، وهى السياسة التى تنتهجها «مصر الحديثة» الآن، وبالطاقة المتجددة يتم ترشيد استهلاك المياه فى الزراعات الشرهة للمياه. وما أهم المعوقات التى تواجه تطبيق هذه الأبحاث العلمية على أرض الواقع فى مصر؟ المصريون يمتلكون طاقات خطيرة رغم الإمكانات الضعيفة، وما يحزن الباحثيون المصريون هو استفادة «الخارج» من قدراتهم العلمية، فى حين أن «الداخل» لا يلتفت إليهم بالقدر الكافى، وهناك بعض المؤسسات والشركات التى تتعامل فى مجال الطاقة والنانوتكنولوجى، إلا أن كل همهم كان أنهم يريدون تكنولوجيا جاهزة يكسبون منها الكثير أفضل من أبحاث سوف يتم تطبيقها فى المستقبل ولا يعرفون كم سيربحون منها. هل تواجهون مشكلات فى عمليات نشر الأبحاث؟ إننا كباحثين مصريين نواجه مشكلة كبيرة فى النشر الدولى، حيث يتم نشر مؤلفاتنا وأبحاثنا فى دور نشر عالمية، دون أن نحصل على مليم واحد منها، رغم أن هذه الأبحاث والمؤلفات تباع بأسعار مرتفعة جدًّا، حيث يباع أحد مؤلفاتى ب 250 دولارًا، لماذا؟ لأن الدولة المصرية ظلت طوال عهود طويلة مضت لا تهتم بالبحث العلمى، ونأمل أن يشهد المستقبل القريب اهتمامًا أكبر فى مجال الطاقة المتجددة. ماذا عن تواصلك مع المؤسسات الدولية والجديد فى أبحاثك خاصة أنك تنشر فى كبرى المجلات العلمية؟ سأشارك يوم الثلاثاء المقبل فى «ملتقى مارى كوين الدولى» بجامعة «القطب الشمالى» فى دولة النرويج، بمحاضرة عن الطاقة المتجددة (خلايا الوقود)، ذات الكفاءة العالية، والعمر الطويل الذى يصل إلى 10 سنوات. هل ترى أن مصر تستطيع أن تكون إحدى الدول المتقدمة باستخدامها الطاقة الجديدة والمتجددة؟ بالطبع، خاصة أن اهتمام القيادة السياسية الآن بالبحث العلمى فى مجال الطاقة بوصفها قاطرة للتنمية والتطوير لم يحدث من قبل، وإن كان التركيز يتم حاليا على الطاقة الشمسية كمصدر من مصادر الطاقة.