الأسرة هى المسئول الأول عن غرس العقيدة الصحيحة وغرس منظومة القيم ومكارم الأخلاق فى نفوس النشء ليس هذا فقط ولكن عن تحويل هذه العقيدة وتلك القيم والأخلاق الى واقع سلوكى يتمثل فى تصرفات الأطفال فى واقعهم العملى سواء داخل الأسرة أو خارجها. وتلعب الأم الدور الرئيسى فى هذه العملية لأنها هى اللصيقة بأطفالها، وعند الاستعداد لشهر رمضان يجب عليها الاهتمام بإظهار الفرحة وتزيين المنزل ليشعر الأولاد بأهمية الزائر الجديد. ويقول الدكتور نبيل السمالوطى أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، إن الأم يجب أن تستثمر الوقت ما قبل رمضان لتمهيد الأبناء لهذا الشهر، فعليها أن تحدث أبناءها عن فضل هذا الشهر الكريم، وعلى الأم أن تروى قصة هذا الشهر الكريم وأنه أنزل فيه القرآن هدى ورحمة للعالمين، فنزل فيه القرآن من السماء العليا إلى بيت العزة وهو الذى أنزل فيه أول آية على قلب النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى غار حراء، وقد كان هذا فى ليلة القدر، فعلى الأم الذكية الواعية أن تبرز لأبنائها أهمية ليلة القدر والقرآن الذى أنزل وتلاوته وأن تدرب أطفالها على الصيام ولا يلزم أن يصوموا الشهر كله، بل يمكن بالتدرج فى عدد الساعات، وأن تعلمهم أن الشهر الكريم شهر الجود والعطاء وأن يعطفوا على الفقراء والمساكين، وأيضا تعودهم على التسامح بمعنى أن يحب هؤلاء الأطفال بعضهم بعضا، وأن تعلمهم أن هذا شهر الصبر، وأن الصبر نصف الإيمان، والصوم نصف الصبر، وأن تعلمهم أيضا أن الصوم ليس التوقف عن الأكل والشرب فقط، وإنما هو التوقف عن كل المنكرات كذب وغيبة ونميمة، وتعلمهم أيضا أنه شهر الاقتصاد فى النفقة والمصروف. وحول السن المناسب لصيام الأولاد والبنات يقول الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق، إن علينا أن نعود أبناءهم على الصيام منذ الصغر، وكان المسلمون قديما يعودون أبنائهم على الصيام فى سن صغيرة، ويحضرون لهم العهن ليلهو الأطفال بها حتى أن استطاعت البنت صح صيامها، وان كانت غير مطالبة بالصيام حتى تتم سن البلوغ، ومتى بلغت السن أصبحت مكلفة بالصيام، وذلك اقتداء بقول النبى صلى الله عليه وسلم: “رفع القلم عن ثلاث: الصبى حتى يبلغ، والنائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يفيق “.