رمضان شهر تربية النفس وتطهيرها، وهو فرصة أيضا لتربية الأبناء وتهذيب سلوكهم وتعويدهم على الصبر والاحتساب بالصيام، فيعلم الأب أو الأم صغارهم أركان الصوم وأحكامه والهدف منه ولا مانع من البدء في الصيام تدريجيا حتى يعتاد الصغار عليه عند كبرهم فهذه نصيحة العلماء والفقهاء أيضا بالتدرج في تدريب الأطفال على الفروض. فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع وهو مسئول عن رعيته" وهذه هي مسئولية رب المنزل سواء الأب أو الأم، فعليهم أن يكونوا قدوة للأبناء وغرس قيم الإسلام في نفوس صغارهم فيجب عليهم الحفاظ على الصلاة ليقتدي بهم أبنائهم وكذلك حسن الخلق والحديث فيجب ألا ينهوا أبنائهم عن فعل ويأتوا به. كما ينصح أيضا العلماء مشاركة الطفل في الأمور اليومية في رمضان مثل إعداد مائدة الإفطار والسحور واصطحابه إلى الصلاة في جماعة بالمسجد، كذلك مكافأته والثناء على سلوكه الجيد، وورد في صحيح البخاري عن الرُّبيع بنت معوِّذ رضي الله عنها أنها قالت: "كنا نُصَوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العِهْنِ - أي: الصوف - فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون موعد الإفطار". وفي هذا الصدد يقول عبد الملك القاسم في كتابه 40 درسا لمن أدرك رمضان يجب على الآباء التحلي بالصبر وهو أحد عوامل النجاح في تربية الأطفال ويشمل الصبر على صراخ الصغار أو مرضه وتوجيهه، وكذلك الصبر أثناء الخروج معا إلى الصلاة أو تحفيظه القرآن، ويقول مخاطبا الآباء "أنت مأمور التربية وأما الهداية فهي من الله فاذبل السبب واصبر وسترى من الخير ما يسرك ويؤنس طريقك". ونصحهم أيضا بالالتزام بالمنهج النبوي فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر"، مؤكدا أن من يطبق هذا الحديث فلا يرى مشقة ولا تعبا في أمر الصلاة فالصغير بين السابعة والعاشرة يفرح بالخروج للمسجد. ووجه الآباء أيضا بضرورة كتم الغضب والاستعاذة من الشيطان في حالة الانفعال وأن الإسلام وضع حدا للعقوبة وهو ألا يتجاوز الضرب عشر ضربات بمسواك صغير أو عصا مع تجنب الوجه والعورة وكذلك استبدال الضرب بالتشجيع أو الحرمان فهذا خير لهم، ونصحهم أيضا بأن يجعلوا لأبنائهم نصيبا من أوقاتهم وخلق واحة إيمانية في البيت بالقراءة في سيرة الرسول والمسابقات الإسلامية والثقافية والجوائز وغيرها من المحفزات.