هذا المطعم هو أحد أقدم وأشهر مطاعم الفول والفلافل فى الوجه البحري وجزء هام من تاريخ محافظة البحيرة حيث لم يغلق أبوابه منذ عام 1919 ومازال يعمل بانتظام حتى اللحظة. إنه مطعم « عاصى» فى قلب دمنهور بمحافظة البحيرة. ولقِدرة الفول التى يتم إعدادها فيه بعناية فائقة وفقا للوصفات القديمة عبق خاص استقطب العديد من المشاهير والرموز والوزراء والمحافظين الذين يأتون من أجل تناول أشهى المأكولات الشعبية التي يشتهر بها المطعم الذى يقع على مسافة قصيرة من محطة السكة الحديد، ولا يمكن تفرقته عن باقي المحال الأخرى، فلا فرق فى زبائنه بين غنى وفقير. وقديما وصلت مهارة وحرفية صاحبه فى طبخ الفول إلى الدرجة التى جعلت صيته يذيع كأفضل رجل يصنع طبقا من الفول المدمس إلى أن وصلت شهرته إلى الملك فاروق الذى طلب تذوق «فول عاصى»، وأعجب به بشدة، وظل سلطان الفول يجهز قِدرة من الفضة ممتلئة بالفول كان يستقبلها أحد أطباء الملك فاروق فى محطة السكة الحديد بدمنهور، فيقوم بالكشف عليها، ثم ينقلها إلى قصر التين بالإسكندرية أو قصر القبة وعابدين فى القاهرة. ولا يمكن لأى زائر لمدينه دمنهور أن تخلو خطته من زيارة هذا المطعم الشهير الذي يعتبر من أهم المزارات في البحيرة. ويحكى محمد شعبان عاصي قصة جده الراحل مع الفول الملكى قائلا: إن جده التقى الملك فاروق في ايطاليا ثم عاد معه إلي مصر وكان يجهز 6 قدر فضية من الفول المدمس تذهب للملك كل صباح واستمر ذلك حتي ثورة1952 لافتا إلى انه تم نشر صورة بمجلة المصور في عدد أغسطس عام1937 تجمع الملك فاروق مع الحاج علي عاصي. ويضيف أنه عندما ولد الأمير أحمد فؤاد أهداه جدي قدرة من الفول المدمس مصنوعة من الذهب تزن حوالي460 جراما مؤكدا أن القدرة مازالت موجودة الآن في متحف قصر المنتزه موضحا إلى أن مطعم العاصى الذى يعود تاريخه لنحو 100عام لا يزال كائنا حتي اليوم في شارع الصاغة بدمنهور، وتوراث أبناؤه وأحفاده تجارة الفول وتوسعوا فيها. وأكد على الحفيد الثانى ان معظم قيادات الدولة من أصدقاء جده كانوا يحرصون على تناول طبق فول عاصى، وقد أرسل مصطفى باشا النحاس شكرًا للجد بالإضافة إلى أن معظم وزراء الدولة فى حكومة الوفد زاروا منزله بدمنهور كما منح الرئيس السادات والدى شعبان عاصى نوط العمل الاجتماعى لدوره المتميز فى إقامة وتعمير المساجد ورعاية مقابر المسلمين. ويوضح احمد الحفيد الثالث أن من أبرز ما يميز المطعم هم رواده من المشاهير عبر الكثير من العصور حيث ابتكرنا مكونات جديدة في طبق الفول وأدخلنا عليه الثوم والصلصة والعدس والحمص والسجق والليمون، وأشار إلى أن فول الزيت الحار وزيت الزيتون هما الأكثر طلبا من الزبائن حيث أننا حريصون على شراء أجود انواع الفول البلدى، سواء من البحيرة أو المحافظات المجاورة حفاظا على السمعة الطيبة للمطعم، منوها إلى أن مطعم جده يقدم الفول منذ أن كان سعر الوجبة 15 مليما.