إذا كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد قالها صريحة وواضحة بأنه سوف تتم محاسبة كل من يسهم فى الحرب النفسية ضد مصر عبر قنوات الفتنة والتحريض فإنه كان يعنى ما يقول بأن مصر مصممة على أن يدفع كل من يحرض عليها ثمن هذا التحريض إن عاجلا أو آجلا. لقد قال السيسى ما قاله فى هذا التوقيت ليعطى رسالة لها معناها بأن وقت الحساب قد اقترب بعد أن نجحت الجبهة الداخلية فى امتصاص وإجهاض كل سموم الحرب النفسية على مدى السنوات الأخيرة واستطاع المصريون بعميق وعيهم وعمق انتمائهم أن يحولوا بذور الشك إلى شتلات من اليقين بصحة النهج الإصلاحى والتنموي. أراد الرئيس السيسى أن يستفيق الغفلة من سباتهم وأن يدركوا خطورة استمرار بقائهم فى خنادق العمالة والتآمر من خارج الحدود وتعمى عيونهم عن رؤية الواقع الذى يقول بأن مصر باتت اليوم أكثر استقرارا وأوفر أمنا بفضل الروح الجديدة التى تفهم معنى وأهمية التضحيات اللازمة لتصحيح المسار الاقتصادى من أجل بناء مستقبل أفضل ركيزته الصدق فى العمل. ولعل أهمية هذه الرسالة التى بعث بها السيسى للشاردين والهاربين والمتورطين فى مسلسل التآمر ضد مصر أنه بعث بها من داخل أروقة المؤتمر الخامس لشباب مصر الذى هو بمثابة إطار يضم صورة حية ومتجددة لمستقبل هذا الوطن الذى يستعيد رويدا رويدا بمثل هذه المؤتمرات روح العائلة المصرية التى توفر الحق فى أن يقول كل مشارك ما يعتمل فى نفسه من خواطر ومشاعر وملاحظات وانتقادات تشكل فى النهاية حزمة من الأفكار التى يمكن للحكومة أن تستنسخ منها خطوطا عريضة ومحددة لسياسات واقعية تتناغم مع نبض الناس واحتياجاتهم الفعلية. والخلاصة: إن رسالة السيسى لم تكن رسالة تهديد ووعيد كما قرأها المذعورون فى ملاذات الخارج وإنما هى رسالة تنبيه ودق مبكر لأجراس الإنذار قبل أن تحل لحظة الحساب التى باتت قريبة جدا! خير الكلام: الدنيا كالماء المالح كلما ازددت شربا منها ازددت عطشا! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله