بينما كانت صيحات ونداءات مسيرة العودة تدوى من حناجر آلاف الفلسطينيين عند الحاجز الحدودى بين قطاع غزة والأرض السليبة، كانت طلقات الرصاص تنطلق من بنادق الجنود الإسرائيليين مصحوبة بدخان خانق من قنابل الغاز ليتساقط عشرات الشهداء الفلسطينيين وآلاف الجرحى وبقع الدماء تغطى المكان.. فى ذات الوقت من ظهيرة يوم الاثنين الماضى 14 مايو الذى يوافق الذكرى السبعين لضياع فلسطين كانت القبلات والرقصات والأحضان عنوانا لاحتفال صاخب أقامته إسرائيل ابتهاجا بالتدشين الرسمى لقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها فى تحد سافر للشرعية الدولية وهو ما انعكس فى مناقشات مجلس الأمن الدولى عندما عقد جلسة طارئة لمناقشة مجزرة غزة حيث كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية معزولة تماما بتكرار ذات الحجج الباطلة لتبرير الوحشية الإسرائيلية باسم حق الدفاع عن النفس. والخلاصة إنه على أرض غزة ارتكبت إسرائيل أبشع «مجزرة» بينما شهدت القدس احتفالية أمريكا بنقل سفارتها للقدس فكانت «المسخرة» عنوانا للاستخفاف الأمريكى بالشرعية الدولية وادعاء المندوبة الأمريكية فى مجلس الأمن عن الحق التاريخى لإسرائيل فى القدس. وفى اعتقادي: إن التعامل مع المجزرة الإسرائيلية والمسخرة الأمريكية لم يعد يحتمل أسفا ولا مرارة ولا دموعا ولا صراخا فقد انتهى زمن النواح وجاء الوقت الذى يجب فيه بناء استراتيجية واقعية لمساعدة الشعب الفلسطينى على إعادة قراءة أوراق القضية فى ضوء موازين القوى الإقليمية والدولية وبما يجنب الفلسطينيين مسارات المغامرة والانتحار أو يدفع بهم إلى دروب العجز واليأس.. وعلى الفلسطينيين أن يحافظوا على النهج السلمى وترشيده لكى يكون عوضا عن العجز فى مواجهة تحدى القوة الإسرائيلية والاستخفاف الأمريكي. خير الكلام: ثمن الحرية قد يكون فادحا ولكن غياب الحرية أشد فداحة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله