بأي قلب ستدخل رمضان? نحن مرضى قلوب ومرضى عزائم، وأحوالنا القلبية وعبادتنا ليست على ما يرام، وبيننا وبين الجنة حواجز من فتور وشبهات وشهوات? وشهر رمضان يضيع منا كل سنة بين المجاهدة والفتور، وإذا كنا نأمل في أن نعيش رمضان على الوجه الأمثل فلنبدأ من اليوم الأول، وان يكون خط السير: بالصيام والقيام والمجاهدة فيهم آناء الليل وأطراف النهار. يقول الله تبارك وتعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله” أي أداء الفرائض والعبادات، “ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون”، لأنهم باعوا الباقي بالفاني: “وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت” ، وهذا الخطاب للمؤمنين الذين قد يتلهون ويبخلون” سورة المنافقين آية 9 و10 ابدأ من الآن، امسك مصحفك واقرأ، فالمطلوب من أول يوم الإقبال على القرآن وتلاوته .. وابك وبك نفسك في آيات كتاب ربنا جل شأنه. ابدأ الصوم وتعود على الصيام، واهتم بإصلاح قلبك وشحنه، وكسر القيود التي تمنعك عن الطريق إلى الله سبحانه و تعالى. يجب ان تفيق وتلين عضلاتك الإيمانية وتنشر اليقظة في الأمة، فالأمة محتاجة يقظة من الغفلة القاتلة التي تعيش فيها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء رمضانُ فُتِحَتْ أبوابُ الجنةِ، وغُلِّقَتْ أبوابُ النارِ، وصُفِّدَتْ الشياطينُ). وظيفتنا الآن أن نجري لنقف على باب الجنة، رمضان بدأ والباب يتفتح، ندخل رمضان ونعيش رمضان جوه الجنة. نحن نضيع عمرنا ونحرق ذلك العمر والوقت الغالي، وما فات من عمرنا الكثير وقد جاءتنا الفرصة. كم هي مريحة هذه الآية: (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) اللهم إنا نظن بك..غفرانًا، وعفوًا، ومعافاةً، وسِترًا، وتوبةً، وهدايةً، ونصرًا، وسعادةً، وثباتًا، ورزقًا، وتوفيقًا، وفرجًا قريبًا.