فى هذه اللحظة التاريخية المفتاحية التى تقترب فيها الصين من مركز المسرح العالمى يوما بعد يوم وتحقق النهضة العظيمة للأمة الصينية، يعتبر الفكر الدبلوماسى للسيد شى جين بينج دليل العمل للصين، ويوفر ضمانا أيديولوجيا لدفع بناء نمط جديد للعلاقات الدولية وإنشاء رابطة المصير المشترك للبشرية، وتفعيل دبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية. إن هذا الفكر الهام يستجلى تنمية الصين فى المستقبل وما يدور من نقاشات ناجمة عن اهتمام العالم بالصين، كما يقدم إضاءات حول نظرة الصين إلى النظام العالمى وموقعها فى العالم فى العصر الجديد. يحدد الفكر الدبلوماسى للسيد شى جين بينج موقع بلاده فى العالم، حاليا ومستقبلا، بأن الصين «تقترب من مركز المسرح العالمى يوما بعد يوم، وتواصل تقديم إسهامات أكبر للبشرية». إنها رؤية تعى ظروف العصر المتمثلة فى التغير المتسارع للوضع الدولى الحالي، والارتفاع السريع لمكانة الصين فى العالم. وفقا للفكر الدبلوماسى للرئيس شي، الهدف الهام للدبلوماسية الصينية هو الحفاظ على سلام العالم وتعزيز التنمية المشتركة لكافة الدول. إن النهوض السريع للصين لكى «تقترب من مركز المسرح العالمي» تدريجيا، هو التعبير الدبلوماسى ل»تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، ومواصلة تقديم إسهامات أكبر للبشرية». ومن ثم فإن «دخول الصين إلى مركز المسرح العالمي» ليس فقط أحد أهداف دبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية، وإنما أيضا نتيجة حتمية لتبنى دبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية. ولكن فى المرحلة الحالية، ما زالت هناك مسافة بين موقع الصين دوليا وهدف «الدخول» إلى مركز المسرح العالمي. هذا هو الموقف الأساسى الذى ينبغى أن يكون حاضرا فى أذهاننا، كما أنه الخلاصة التى أشار إليها السيد شى فى التقرير المقدم للمؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعى الصيني، قائلا: «ينبغى علينا معرفة أن تغير التناقض الاجتماعى الرئيسى فى بلادنا لا يغير من صواب تقديرنا للمرحلة التاريخية التى تمر بها الاشتراكية فى بلادنا، حيث لم تتغير الظروف الأساسية المتمثلة فى أن بلادنا ما زالت وستظل لفترة طويلة من الزمن فى المرحلة الأولية من الاشتراكية، فى حين لم تتغير كذلك المكانة الدولية لبلادنا كأكبر دولة نامية فى العالم.» إن تأكيد فكر الرئيس شى على «مركز المسرح العالمي» وليس «محور المسرح العالمي» تحديد واضح لمكانة الصين فى العالم، حيث يعكس بشكل مستفيض أن الصين- باعتبارها دولة كبيرة ملتزمة بمسئوليتها- تعمل على بناء عالم متعدد الأقطاب تتعايش فيه الصين مع مختلف دول العالم فى تناغم، ولا تسعى لتكون «محور المسرح العالمي»، ولا تمارس الأحادية القطبية، وتنبذ سياسة القوة وتعارض الهيمنة. إن الدبلوماسية الصينية، التى ترتكز على الثقافة الصينية التقليدية وترث السياسات الخارجية للحزب الشيوعى الصيني، لا تنطوى على الهيمنة وسياسة القوة. لا تهدف دبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية إلى إنكار النظام الدولى القائم لبناء هيمنة جديدة، بل تسعى إلى أن «يتمتع الكل بجماله المتميز ويمتص من غيره الجمال، ليتجمع ويمتزج جمال الجميع»، من أجل دفع إنشاء رابطة المصير المشترك للبشرية. ولا شك أن ذلك يعتبر اختراقا تاريخيا لنظرية العلاقات الدولية التقليدية الغربية. ويتجسد ذلك بوضوح فى النقاط التالية: أولا، الدعوة إلى بناء علاقات جديدة تماما بين الدول. وجوهر ذلك هو انتهاج طريق جديد للعلاقات بين الدول، وكسر الأساليب القديمة للتحالفات السياسية والعسكرية، وتجاوز السياج الأيديولوجى للتمييز بين التابع والمتبوع والفرق بين المعسكرات؛ ثانيا، دفع بناء نمط جديد للعلاقات الدولية، يتمحور حول التعاون والفوز المشترك. جوهر ذلك هو تجاوز الإطار الأيديولوجى للثنائية المتعارضة، وتجاوز الحواجز النظرية فى اللعبة الصفرية و«أن يأخذ الفائز كل شيء»، وعدم التوازن بين الإنصاف والمصالح؛ ثالثا، طرح إنشاء رابطة المصير المشترك للبشرية. وجوهر ذلك هو إعادة هيكلة المعرفة الأساسية والفهم الأساسى للنظام الدولي، وتجاوز طريقة التفكير المتحجرة لنظرية العلاقات الدولية التقليدية الغربية بأن المجتمع الدولى هو مجتمع بدون حكومة، وطرح طريقة تفكير صائبة لحل مشكلات أمن وتنمية وسلام واستقرار العالم، ودفع التنمية السليمة للعلاقات الدولية. وإجمالا نقول، إن الفكر الدبلوماسى للرئيس شى جين بينج هو التصميم على المستوى الأعلى للأعمال الخارجية الصينية، والذى تشكل على أساس التحليل الشامل والعميق لتغيرات الوضع الدولى وظروف الصين والمكانة الدولية لها والاستيعاب الصحيح لاتجاه تطورها وقانون تنميتها، ويرشد الوضع العام لاستيعاب الدبلوماسية الصينية وتكيفها مع العولمة الاقتصادية ودمقرطة العلاقات الدولية. بإرشاد الفكر الدبلوماسى للرئيس شي، تركز دبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية فى العصر الجديد على بناء نمط جديد من العلاقات الدولية، وإنشاء رابطة المصير المشترك للبشرية، وتقدم مساهمات جديدة جديرة بالعصر والتاريخ فى تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية وتعزيز سلام وتنمية البشرية، وتحقيق التنمية المشتركة للشعب الصينى وكافة شعوب العالم.