خلال أقل من 24 ساعة، شهدت إندونيسيا تفجيرا دمويا جديدا استهدف مركزا للشرطة فى مدينة سورابايا، ثانى أكبر المدن الإندونيسية، والتى تعرضت لهجوم أمس الأول استهدف 3 كنائس، وأسفر عن سقوط عشرات الضحايا، وهو ما دعا السلطات إلى دراسة فرض حالة الطواريء. وقال تيتو كارنافيان قائد الشرطة الإندونيسية إن الهجوم الذى وقع خارج مبنى للشرطة فى مدينة سورابايا نفذه خمسة أفراد ينتمون إلى أسرتين، بينهم طفلة عمرها ثمانى سنوات، مما أدى إلى مقتل أربعة مهاجمين وإصابة عشرة أشخاص بينهم أربعة من رجال الشرطة و6 مدنيين. وتابع أن أفراد الأسرتين الذين كانوا يركبون دراجتين ناريتين فجروا أنفسهم عند نقطة تفتيش خارج مركز الشرطة. وأضاف أن الطفلة الصغيرة نجت وتتعافى الآن، بينما تم قتل والديها وشقيقيها. وقال فرانس بارونج مانجيرا، المتحدث باسم شرطة مقاطعة جاوة الشرقية: « قتل أربعة مهاجمين على متن دراجتين بخاريتين». وأظهرت لقطات أمنية متداولة على الإنترنت شرطيين يوقفان دراجة نارية تحمل شخصين على الأقل عند بوابة مركز الشرطة قبل التفجير. ويأتى الهجوم بعد ساعات من قيام ستة انتحاريين من أسرة واحدة بمهاجمة ثلاث كنائس فى المدينة، مما أسفر عن مقتلهم جميعا بالإضافة إلى ثمانية أشخاص آخرين. وقال مانجيرا إن الشرطة قتلت إرهابيا آخر يدعى «أنطون» فى وقت متأخر من أمس الأول فى أعقاب انفجار فى شقته فى بلدة سيدوارجو أسفر عن مقتل زوجة المشتبه به وأحد أبنائه. وتابع: «حين فتشنا الشقة عثرنا على قنابل أنبوبية مماثلة للقنابل الأنبوبية التى عثرنا عليها قرب الكنائس».وبعد الهجوم الثاني، طالب الرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو البرلمان بتمرير مراجعات على قوانين مكافحة الإرهاب. وقال ويدودو: «أطالب مجلس النواب والوزراء دراسة المراجعات على قانون الإرهاب، التى تم تقديمها فى فبراير 2016، لاستكمال المناقشات فى أسرع وقت ممكن».وأضاف»هذا القانون يمثل مظلة قانونية مهمة للشرطة لكى تتخذ إجراءات قوية لمنع وقوع أعمال إرهابية».وحذر من أنه سوف يعلن حالة الطواريء فى حالة إخفاق البرلمان فى تمرير مسودة مكافحة الإرهاب المعدلة بحلول يونيو المقبل. وكانت عائلة مكونة من ستة أفراد، وتنتمى لتنظيم داعش الإرهابي، قد نفذت أمس الأول سلسلة اعتداءات انتحارية استهدفت ثلاث كنائس فى سورابايا خلال قداس الأحد ما أسفر عن مقتل 14 شخصا على الأقل وإصابة 40 آخرين. وذكرت الشرطة أن الأب مخطط هجمات الكنائس ديتا بريانتو، هو زعيم خلية تابعة لجماعة أنصار الدولة. و»جماعة أنصار الدولة» التى يقودها أمان عبد الرحمن المسجون حاليا متهمة بتدبير عدة هجمات دامية بما فيها عملية إطلاق نار واعتداء انتحارى وقع فى العاصمة جاكرتا فى 2016 وأسفر عن مقتل أربعة مهاجمين والعدد ذاته من المدنيين. وكان أول اعتداء يعلن داعش مسئوليته عنه فى جنوب شرق آسيا. وقد أدانت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس الهجوم الإرهابى فى سورابايا، مطالبة بتكاتف الجهود الدولية لمواجهة تلك الظاهرة التى تستهدف الأمن والاستقرار فى كافة أنحاء العالم.