مع هبوب نسائم الربيع العربي في بدايات عام2011, توجهت الأنظار إلي دول الخليج واضعة علامة استفهام كبيرة حول مصير أنظمة حكم ملكية عتيدة شابت أجيال شابة و هي مازالت في سدة الحكم تنقله من والد إلي ابن. ورغم' محاولات الثورة' التي خرجت في بداية الأمر مطالبة بالتغيير ومعلنة الطموح في حكم مدني ديمقراطي, إلا أن محاولات الاحتواء والاسترضاء من جانب الأنظمة الحاكمة بأكثر من وسيلة كانت أسرع وتيرة وأكثرإلحاحا.. إلي أن خفت الصوت تماما ولم يعد أحد يسمع بالكاد عن محاولات لاسقاط النظام في دولة خليجية اللهم إلا البحرين و التي باتت المظاهرات فيها تصور علي أنها طائفية بحتة ولا علاقة لها بمفهوم الثورة الشعبية الشاملة. وقد سري علي دولة الكويت ما سري علي باقي دول الخليج من حالة تجميد لمطالب التغيير السياسية إلي أجل غير مسمي... أو هكذا بدا الأمر. إلي أن فوجئت الأسرة الحاكمة بصوت ينادي بالتغيير قادم هذه المرة من أروقة القصر الملكي يصرخ ويقول إن ثمة فسادا لا يجب السكوت عليه في الحكم وثغرات غير مقبولة في الدستور ولا مجال لاستمرار مثل هذه الحكومة ليوم واحد.. قال ذلك الشيخ مشعل مالك الصباح في تغريدات متتالية له علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر والذي يتبعه عليه أكثر من26 ألف شخص.. بل وزاد علي ذلك كله أنه سيترشح للدورة البرلمانية المقبلة ليمارس دوره فعليا في فضح الفساد والفاسدين. وجاءت ردة فعل النظام الحاكم إزاء ما قاله الشيخ مشعل كالضربة القاضية لكل ما اجتهدت الكويت بشهادة الجميع لترسيخه من سمعة طيبة في مجال حقوق الانسان. فقد احتجز الشيخ مشعل في مقر أمن الدولة لعدة أيام ووجهت إليه تهمة مس الذات الأميرية.. فمن حق الجميع أن ينتقد أي شيء و أي شخص في البلاد إلا الأمير الذي ارتأي النظام الحاكم أنه فوق أي انتقاد. وربما كانت تغريدات الشيخ مشعل صفارة إنذار في وقت توشك فيه البلاد علي الدخول في حالة من الفراغ الدستوري بسبب رفع جلسة ثانية لمجلس الأمة بسبب عدم اكتمال النصاب. الأولي بالحكومة أن تحسم مسألة الدوائر الخمس بغض النظر عن اعتبارات الوزراء الذين جمدوا عمل المجلس لاعتبارات تتعلق بالاستقرار السياسي بدلا من مطاردة صوت حق. الأزمة البرلمانية مازالت قائمة.. وحساب الشيخ مشعل علي تويتر أغلق من جانب جهاز أمن الدولة لكن حكايته مازالت تتردد في تغريدات الكويتيين. والحكومة قادرة علي حل أزمة مجلس الأمة لكنها لن تستطيع إغلاق حسابات كل الكويتيين حتي يقطعوا دابر قصة الشيخ.