رأت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية أن الربيع العربي جاء بنتائج عكسية على الكويت، حيث زادت حركة الاعتقالات وعمليات القمع من جانب أسرة "الصباح" الحاكمة في البلاد على الرغم من أنها كانت تُعد البلد الأكثر انفتاحا سياسيا قبل موجة الربيع العربي. ودللت الصحيفة على ذلك من خلال عمليات الخناق السياسي الذي تشهده المعارضة حتى هؤلاء المعارضين من داخل الأسرة الحاكمة، وآخرها اعتقال الشيخ "مشعل المالك صباح"، أحد أعضاء الأسرة الحاكمة، وناشط سياسي ومعارض على صفحات الموقع الاجتماعي "تويتر"، فضلا عما يواجهه البرلمان الكويتي من عمليات تدخل في شئونه من جانب الأسرة الحاكمة. ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من إفراج السلطات الكويتية يوم الأحد عن "مشعل الصباح" بعد احتجازه لمدة أربعة أيام بعد أن اتهم كبار المسئولين في الحكومة بالفساد في تغريدة على تويتر إلا أنه أكد في مقابلة هاتفية قصيرة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، أنه حتى هذه اللحظة لا يعرف لماذا تم اعتقاله. وتناولت الصحيفة تغريدة "مشعل" على تويتر يوم 23 يوليو: "عندما يحين الوقت المناسب سوف أكون أول عضو في العائلة الحاكمة في الترشح للبرلمان، وعندما أصبح نائبا.. أقسم بالله أنني سوف أفتح كل ملفات الفساد لرئيس الوزراء الحالي والأجيال السابقة. وأضاف:" إن السلطة الكويتية فاسدة، فإن الخطوة الأولى نحو الإصلاح الحقيقي هو إعادة كتابة قانون الانتخابات للسماح بالتمثيل الحقيقي لجميع الأطياف السياسية". ودفع اعتقال الشيخ مشعل إلى توجيه انتقادات من جانب جماعات حقوق الإنسان حيث قال "أنور رشيد" المدير العام للمنتدى المدني لجمعيات الخليج بالكويت، "إن أمر اعتقال مشعل قرار خاطئ فقبل الربيع العربي لم نسمع هذا الكلام من أي من أفراد الأسر المالكة في دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن بعد الربيع العربي الوضع أصبح مختلفا تماماً". وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن البرلمان الكويتي المنتخب هو الأقوى في الخليج، ولكنه يواجه العديد من الانتقادات من عائلة الصباح، الذين يشغلون أعلى المناصب في الحكومة وحكموا الكويت لأكثر من 200 عام.