الى أى مدى سيساهم التطوير للنظام التعليمى الجديد والمنتظر تطبيقه سبتمبر المقبل على مراحل رياض الاطفال والصف الاول الابتدائى والأول الثانوى فى إصلاح المنظومة التعليمية فى مصر؟.. وهل سيحد هذا التطوير من معاناة الأسرة المصرية فى مشوار تعليم أبنائها من إرهاقها المادى بالإنفاق على الدروس الخصوصية فى ظل مدارس خاوية على عروشها.. سألنا المتخصصين والمعنيين بالأمر كجزء من حوار مجتمعى فى ظل مايثار من جدل حول هذا التطوير مما أسفر عن هذا التحقيق: بداية يؤكد د.جمال الدهشان أستاذ أصول التربية وعميد كلية التربية جامعة المنوفية أن التطوير له شروط وقواعد على حد تعبيره ويقول من أبرزها أن يكون ذلك التطوير مستندا الى دراسة حقيقية للواقع وأن يحظى على الأدنى من القبول الشعبى والمهني، وبناء عليه كان لابد من أخذ رأى المستفيدين من التطوير وهم الطلاب وأولياء الأمور وأفراد المجتمع بفئاته المختلفة، والتوعية بجوانبه المختلفة ودورهم فى تحقيق أهدافه وأهميته، وكذلك رأى وموافقة القائمين على تنفيذ ذلك التطوير وتوعيتهم بإجراءات وخطوات تنفيذه وهم المعلمون والمديرون والمشرفون، كما يجب توافر الحد الأدنى من متطلبات تنفيذ ذلك التطوير وهل مؤسساتنا التعليمية فى القرى والكفور والنجوع يتوافر بها متطلبات ذلك التطوير؟! د.جمال الدهشان - د.محبات ابو عميرة وفيما يتعلق بالثانوية العامة ضمن خطة التطوير يقول د. الدهشان: كرجل تربية أوافق على الثانوية «التراكمية» وعدم الاعتماد على امتحان واحد فقط لتقييم الطالب، لأنه كلما كان التقييم يأخذ مراحل مختلفة, كان أكثر تعبيرا عن المستوي، ولكن هناك تخوفات عديدة ومنها المعيار الذى على أساسه سيتم قبول الطلاب فى التنسيق، وهناك بعض الأسر التى يدرس أبناؤها فى بعض الدول العربية بحكم إعارة رب الأسرة الى هناك فماذا يحدث إذا ما انتهت إعارته او تم إنهاء عقده فجأة لظرف ما هناك والابن فى المرحلة الثانوية والذى يختلف بالطبع عن نظام التراكمية المقترح عندنا، وهنا ستولد مشكلة للأسرة والابن.. كما ان اختبارات القبول تحتاج الى تقنين.. ويختتم أستاذ أصول التربية رؤيته بالتطرق الى اعتماد التدريس فى التطوير على التكنولوجيا قائلا: من المؤكد أن أكثر القطاعات احتياجا للتكنولوجيا هو قطاع التعليم ولكن التكنولوجيا تحتاج الى مقومات مثل البنية التحتية والتى تفتقدها الكثير من مدارسنا الآن، كما أن عدم الاستخدام الرشيد للتكنولوجيا وعدم الوعى بها للطالب ولولى الأمر ايضا ربما يجلب مشكلات نحن فى غنى عنها.. بينما ترى د. محبات أبو عميرة أستاذ المناهج والعلوم التربوية بكلية البنات جامعة عين شمس سابقا أن التطوير بالنسبة لمراحل رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى ليس به مشكلة على حد تعبيرها لأنها بداية السلم التعليمى وبالتالى عندما نقدم لهم مناهج جديدة وأنشطة جديدة او نظام امتحان جديدا فهى خطوة إيجابية وتحسب لوزارة التربية والتعليم.. وتستكمل ابو عميرة رؤيتها قائلة: تحفظى على الثانوية العامة «التراكمية» حيث سيصبح هناك 12 امتحان فى السنوات الثلاث خاصا بالثانوية العامة بدلا من كونه امتحانا واحدا، وبحسب عدد المواد سيؤدى الطالب ما يقرب من 84 امتحانا فى كل المواد على مدار الثلاث سنوات وهذا بالتأكيد سيرهق الطالب والأسرة على المستوى الإنسانى والمادي، كما لمست من خلال تصريحات الوزير د. طارق شوقى التركيز على نظام التقويم والتجاهل بالنسبة للمناهج وهذا يخل بالعملية التعليمية.. وتشير الى أن الاعتماد على التابلت والذى ينحصر دوره فى جمع المعلومات سيلغى شخصية الطالب الإنسانية ومن الممكن أن ينعزل تماما عن المدرسة كما سيقلص دور المدرسة.. وتختتم رؤيتها قائلة: نحن بحاجة الى تشريع او دستور لا يغير الخطة الاستراتيجية التى توضع فى التعليم حيث تم وضع خطة استراتيجية عام 2014 وتم تجاهلها بتوالى 4 وزراء ولم تنفذ.. وكنت أتمنى إعطاء مساحة من الوقت للحوار المجتمعى وإرسال الخطة الى المتخصصين والخبراء ليسوا كأفراد ولكن كمؤسسات وهيئات تربوية خاصة كليات التربية باعتبارها كيانات تربوية لاتخاذ الرأى والمشورة. ورغم انه مع التطوير ويأمل فى اصلاح المنظومة التعليمية من خلاله إلا انه وكما يقول طارق حماد معلم خبير ورئيس قسم اللغة العربية بإحدى مدارس مصر الجديدة لن تقوم للتعليم قائمة مادامت المعاملة مع المدرس كأنه شخص من الدرجة الرابعة والخامسة ويضيف: المدرس مهان فى المجتمع نتيجة السخرية منه فى وسائل الإعلام المختلفة وخاصة فى الاعمال الدرامية، فضلا عن عدم التقدير المادى للمعلم فمنذ عام 2014 لم يزد الراتب الأساسى او مكافأة الامتحانات للمدرس. ويختتم رؤيته متسائلا: وأين المرحلة الإعدادية من خطة التطوير هل سقطت من الحسبان؟! وبصراحة شديدة تقول سلوى على مدرسة لغة انجليزية بإحدى المدارس الثانوية بالجيزة إن التطوير لابد أن يبدأ بتحسين أحوال المعلم المعيشية فليس كل المدرسين يعطون دروسا خصوصية وأنا واحدة من هؤلاء، ولذا مفروض تحسين وضع المعلم المادى والأدبى قبل أى خطوة فى التطوير.