توالت أمس ردود الفعل الدولية حول إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو أمس الأول أن إسرائيل لديها أدلة قطعية على امتلاك إيران برنامجا نوويا سريا، فى الوقت الذى كشفت فيه مواقف الدول الموقعة على الاتفاق النووى مع إيران عن استمرار وجود اختلافات كبيرة فيما بينها حول مصير ذلك الاتفاق المثير للجدل. فمن جانبه، ندد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مجددا بالاتفاق الذى وصفه ب»الفظيع» الذى أبرمته الدول الكبرى مع طهران فى 2015، وقال خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره النيجيرى محمد بخارى فى حديقة البيت الأبيض إن «هذا الاتفاق تنتهى صلاحيته فى غضون سبعة أعوام وعندها سيكون بإمكان إيران أن تطوّر أسلحة نووية». وحاول ترامب التهرب من الرد على سؤال بشأن اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلى لإيران بخرقها الاتفاق النووى ، واكتفى بالتعليق على ذلك قائلا «ما فعلته إسرائيل اليوم فى المؤتمر الصحفى هو عين الصواب». وكان نيتانياهو قد قال أمس الأول فى مؤتمر صحفى بوزارة الدفاع الإسرائيلية وهو يقف أمام أكوام من الملفات تمثل ما وصفه بالقبو المليء بالوثائق النووية الإيرانية : «أولا، كذبت إيران بشأن أنها لم تمتلك برنامجا للأسلحة النووية أبدا، ويثبت 100 ألف ملف سرى أنها فعلت ذلك.. ثانيا، حتى بعد الاتفاق، واصلت إيران الحفاظ على خبراتها المتعلقة بالأسلحة النووية وعززتها لاستخدامها فى المستقبل». إلا أن نيتانياهو جاء بعد ذلك بعدة ساعات ليؤكد فى تصريحات لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية أن إسرائيل لا تسعى لحرب مع إيران، قائلا : «لا يسعى أحد وراء مثل هذا التطور، إيران هى التى تغير القواعد فى المنطقة». ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو أن الوثائق المخابراتية التى كشف عنها نيتانياهو هى وثائق «حقيقية وأصلية «وغالبيتها جديد بالنسبة إلى الخبراء الأمريكيين، وأشار إلى أمريكا تعمل بجد لإصلاح الاتفاق النووى الإيراني. وفى رد فعل إيراني، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن اتهامات نيتانياهو من فعل شخص «مدمن على الكذب ويفتقر إلى الأفكار»، على حد تعبيرها. واختلف الموقف الأوروبى كثيرا عن موقف واشنطن، حيث أكدت الممثلة العليا لشئون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى أن إيران «امتثلت بشكل كامل» لالتزاماتها التى يقتضيها الاتفاق النووى المبرم معها. وأضافت - فى تصريحات بالقاهرة ردا على سؤال بهذا الشأن خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى شاركت فيه بجانب ممثلى الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى والذى بحث الأوضاع فى ليبيا - أن الاتفاق النووى ليس قائما على افتراضات تتعلق بحسن النية أو الثقة، ولكنه قائم على التزامات راسخة وآليات تحقق ومراقبة صارمة للغاية». وفى باريس، ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية فى بيان أن المعلومات الإسرائيلية قد تشكل أساسا يدعم إخضاع أنشطة طهران النووية لمراقبة طويلة المدى. وفى روسيا أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى اتصال هاتفى مع نيتانياهو على موقف روسيا المتمسك بالاتفاق النووى مع إيران، داعيا كافة أطراف الاتفاق إلى الالتزام به لما يمثله من أهمية قصوى لضمان الاستقرار والأمن الدوليين ، حسبما أفاد بيان للكرملين.
