البطالة بمعني القدرة علي العمل مع عدم وجود فرص للتوظيف للحصول من الوظائف علي دخل يسد الانسان به حاجته وحاجة من يعولهم تعد من اخطر المشكلات والامراض الاجتماعية لما لها من اثار سلبية علي الفرد والمجتمع. وتقدر البطالة في مصر بما يقرب من عشرة ملايين وهو رقم كبير له اثاره المدمرة علي هؤلاء الشباب وعلي مجتمعهم. ويقول د. نبيل السمالوطي استاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر إن النظام الاسلامي حرص علي ايجاد عمل لكل قادر عليه, والا أعانه من بيت المال اذا كان العاطل محتاجا ولا يوجد من ينفق عليه او يكفله من اموال الزكاة او الصدقات او مؤسسات المجتمع المدني او اهل الخير في المجتمع, فالمجتمع مسؤول في نظر الاسلام عن ايجاد عمل لكل قادر عليه. وهذا يفهم من فعل الرسول عليه الصلاة والسلام مع ذلك الرجل الذي جاءه يسأله مالا وعندما نظر اليه وجده قادرا علي العمل, فطلب اليه ان يأتي بما لديه في بيته فأتي الرجل بحلس(اي حصيرة او سجادة صغيرة) واناء للشرب. فعرضهم عليه الصلي والسلام في مزاد في المجلس فاشتراهما احد الصحابة بدينارين دفع بهما الي السائل وطلب منه ان يشتري بأحدهما قادوما يحتطب به وبالاخر اكل لعياله وطلب منه ان يظل في العمل ليكسب رزقه خمسة عشرة يوما ثم يعود اليه عليه الصلاة والسلام. وفعلا بعد هذا المدة عاد هذا السائل وقد اصاب خيرا كثيرا فقال له عليه الصلاة والسلام ذلك خير من ان تسأل الناس اعطوك او منعوك. والاسلام يحرص علي بناء الدافع الداخلي لدي الناس للعمل والانتاج والانجاز للحصول علي الرزق حيث جعل ذلك عبادة يتقرب بها العبد الي االله وتكفر ذنوبه وسيئاته. ونها عليه الصلاة والسلام عن التسول وسؤال الناس, وربط الاسلام بين الرزق والسعي في الأرض فأرض الله واسعه( فامشو في مناكبها وكلوا من رزقه)( الملك15). واوجب الاسلام عن الحاكم ان يوفر فرص العمل المناسب لكل قادر عليه حيث قال عليه الصلاة والسلام( كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته)( رواه البخاري ومسلم). وقال عمر لأحد ولاته( ان الله استعملنا علي الناس لنوفر حرفتهم ونستر عورتهم). وقد اوجد الاسلام نظاما ماليا يمنع تكدس الاموال حتي لا يكون دولة بين الاغنياء وحتي يتيح الفرصة للورثة في الحصول علي أموال تساعدهم علي عمل مشروعات صغيره او كبيرة يتكسبون منها. وشرع الله اساليب متعددة لتمويل الفقراء من الشباب ليجدو أعمال(مشروعات او صناعات صغيرة) منها ما هو فريضة كالزكاة ومنها ما هو تطوعي كالصدقات, والوقف الخيري, والمسؤلية الاجتماعية للأغنياء ورجال الأعمال, عن الجمعيات الخيرية الاهلية الموجهة لتدريب الشباب العاطل وامدادهم بالمال وادوات العمل وتسويق منتجاتهم( حضانات الاعمال) هذا عمل يباركه الاسلام بضوابطه الشرعية. هذا عن المتعطلين القادرين علي العمل, اما غير القادرين لعجزهم او مرضهم او كبر سنهم.. فان الدولة المسلمة تعد مسئولة مسئولية كاملة عن رعايتهم في حالة عندم وجود من يرعاهم.