جريمة بشعة تحمل بين طيات سطورها مأساة تدمى لها القلوب وتشهد على رحيل المودة والرحمة إلى مثواها الأخير .. ليحل محلها الغدر. فهناك من لم تشفع له سنوات الصداقه ونسى أو تناسى أن من يؤذيه هو صديقه، فترك نفسه فريسة لوحش اسمه الغدر وخمدت عواطفه وتلاشت عنها الإنسانية، ورحل عقله وانطلق كريح غادر، ومن هواجس الغدر عرف طريق الجريمة واستباح دماء صديقه، فالبعض يقوده شيطانه إلى الكسب السريع الحرام، ويتخيل أنه سوف يفلت بجريمته، لكن السماء تقف دائما بالمرصاد لأصحاب النفوس الضعيفة الملطخة يداه بدماء انسان لم يجن شيئا سوى أنه وثق فى صديقه. الحكاية تدور أحداثها فى قرية بلتان بالقليوبية، وتبدأ فصولها عندما طلب محمد من صديقه كريم أن يساعده فى شراء سلاح نارى لوجود خلافات بينه من بين آخرين على قطعة أرض، واتفق معه أنه سيحضرها له خلال يومين، وهنا بدأ كريم يتحالف مع الشيطان، وفكر فى التخلص من صديقه محمد للاستيلاء على أمواله، وبعد مرور اليومين قام كريم بالاتصال به وأخبره أنه أحضر له قطعة السلاح التى يريدها، وأخبره أنه سوف ينتظره بعد منتصف الليل فى منزل تحت الإنشاء وعندما حضر محمد جاءت اللحظة التى لا لحظة بعدها، واستباح كريم دم صديقه محمد ونفذ مخططه الإجرامي، حيث اختبأ كريم عقب حضور صديقه أسفل السلم، ثم قام بضربه على رأسه بحجر ليسقط محمد مغشيا عليه على الأرض، لينهال عليه بالحجر أكثر من مرة حتى تهشمت رأسه تماما وسط بركة من دماء «صديقه» محمد، ولم يكتف بذلك بل أحضر سكينا وفصل رأس ص«صديقه» عن الرقبة، وقام بعدها بالاستيلاء على هاتفه و مبلغ 2000 جنيه كان قد أحضرها المجنى عليه لشراء السلاح، ثم أحضر كريم جوالا ووضع الجثة والرأس فيه، ووضعه على عربة وسار به وسط الزراعات، ثم قام بإلقاء الجثة فى ترعة قرية العبادلة وهى قرية مجاورة لقريته، ثم عاد إلى مكان الجريمة وأخذ الدراجة النارية الخاصة بالمجنى عليه وقام بإلقائها مع الجثة فى الترعة، بعدها عاد إلى منزله وقام بمحو آثار الدماء من على ملابسه، ودخل إلى غرفته لينام، هنا تخيل كريم أن الحكاية قد انتهت، خاصة أن الجثة معالمها غير واضحة ومكانها بعيد عن قريته وأن أحدا لن يشك فيه، وأنه سوف يفلت بجريمته ولن ينكشف أمره، كما لم يكن يتصور أن سفينة حياته سوف ترسى على أعتاب السجن ليقضى بقية عمره خلف أسوار السجن. وهنا كان للقدر كلمته، حيث عثر الأهالى على جثة شخص مجهول وملقاة فى ترعة قرية العبادلة، فقاموا بإبلاغ الشرطة، وأمر اللواء إيهاب خيرت مدير أمن القليوبية واللواء محمد الألفى مدير المباحث بسرعة تحديد هوية المجنى عليه، وأمرا المقدم أحمد سامى عفيفى رئيس مباحث طوخ بسرعه كشف ملابسات الجريمة، ودلت تحريات التى أشرف عليها اللواء محمود خليل مساعد مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام أن الجثة لشاب اسمه محمد قتله صديقه كريم من أجل سرقة أمواله أثناء شراء المجنى عليه فرد خرطوش من كريم. وتم إلقاء القبض عليه واعترف بجريمته، وقال : «نعم أنا خائن للعيش والملح فنحن أصدقاء من فترة كبيرة، وأكلنا مع بعض عيش وملح»، ولكنى لا أستحق هذه الصداقة وأن حبل المشنقة هو أقل عقاب لي.