انطلق أمس فى بروكسل مؤتمر دولى يهدف إلى حشد الدعم الإنسانى لضحايا الحرب السورية. وشارك فى المؤتمر الذى يستضيفه الاتحاد الأوروبى والأممالمتحدة لمدة يومين، أكثر من 80 وفداً من الدول والمنظمات العالمية لمناقشة الوضع فى سوريا. وشاركت أكثر من 200 منظمة غير حكومية فى المناقشات التى ستقدم توصيات ستطرح للنقاش من جانب وفود رفيعة المستوى اليوم، حيث ستعقد عدة اجتماعات على المستوى الوزارى من الدول الكبرى والجهات المانحة، وتركز على الأبعاد السياسية والإنسانية للنزاع. ويسعى الاتحاد الأوروبى إلى تنشيط عملية السلام التى تقودها الأممالمتحدة فى محاولة لإيجاد حل سياسى للأزمة. من ناحية أخرى، أكد سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى أن واشنطن ليس لديها نية لمغادرة سوريا رغم قول واشنطن أن لديها خططا فى هذا الإطار، وقال: "رغم تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تستقر الولاياتالمتحدة على الضفة الشرقية لنهر الفرات ولا تعتزم الرحيل من هناك فى الوقت القريب". وجاء تصريح لافروف خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية لدول منظمة شانجهاى للتعاون فى العاصمة الصينية بكين ، حيث عبر عن أمله أن يصبح الأمر أكثر وضوحا إزاء كيفية التعاون لتسوية القضية السورية. وفى تعليقه على بيان وزراء خارجية مجموعة السبع الصناعية الذى أظهر وحدة الوزراء فى التنديد بروسيا، قال لافروف إن "منطق الخوف من روسيا" يسيطر عليهم بوضوح. وقال لافروف: إن نهج تدمير وتخريب سوريا اتخذه عدد من البلدان. وأشار لافروف خلال الجلسة إلى أن الانتعاش الاقتصادى فى سوريا سيستغرق وقتا، وهذا يتطلب احترام القوانين الدولية وسيادة سوريا من قبل كل الأطراف. وأضاف لافروف أن روسيا قلقة إزاء موقف الدول الغربية التى لن تقدم أى مساعدة تذكر للمناطق الخاضعة للدولة السورية. وأوضح: "يقلقنا جدا الموقف الغربى المعلن بصوت عال، حول أنهم لن يقدموا أى مساعدة لتلك المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية". من جانبه، أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن القوات التركية ستواصل عملياتها بعزم فى سوريا مع إعطاء الأولوية للدبلوماسية بمنبج وتل رفعت وللأمن فى المناطق الأخرى.وفى فيينا، أكدت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل، أمس مجددا أن حل الأزمة السورية يكمن فى المفاوضات بين جميع الأطراف المعنية وليس الحل العسكري، مؤكدة تمسك بلادها بالمضى قدما فى هذا الاتجاه قدر الإمكان وأعربت وزيرة الخارجية للصحفيين عن قلق بلادها من إمكانية تصعيد التوتر حول سوريا وفى المنطقة عموما على خلفية المزاعم باستخدام الأسلحة الكيميائية فى دوما، مشددة على ضرورة متابعة هذا الموضوع بعناية. ودعت الوزيرة النمساوية، جميع الأطراف المعنية إلى التفاوض من أجل الشعب السورى. وأعلن ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمى باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذين يحققون فى هجوم كيميائى مزعوم فى سوريا، قد يقومون بزيارة أخرى إلى مدينة دوما، وسيتم نقل العينات التى تم جمعها إلى مختبر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فى هولندا ومن ثم إرسالها للتحليل فى مختبرات معينة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية".