مع شهر رمضان من كل عام يعود للانسان المسلم شعوره بأسمي المواسم الروحية بالاتجاه لله سبحانه وتعالي والاندماج في عباده الصالحين وتعد الخطوة الاولي في هذا الطريق استعادة بناء صرح التقوي وهي التوبة من كل ما ارتكبه الانسان من ذنوب وخطايا وما فعله من اثم وبغضاء وظلم للناس واغتصاب لحقوقهم وأموالهم وغير ذلك مما يعد سلوكا سيئا يتنافي وأخلاقيات الاسلام ومبادئه ولقد عبر النبي عن موقف الله عز وجل بالنسبه للتائب بكلمة الفرح عندما قال عليه السلام ان الله يفرح بتوبة عبده المؤمن والصالحون يجددون في رمضان توبتهم الخالصة النصوح لله التي تكون فيصلا حاسما في حياة الانسان فيستأنف عهدا بالتقوي ليكون مخرجا من الضيق والأزمات وتفريجا للهموم وكشفا للكروب وإزالة للغمة وتوسعة في الرزق تأكيدا لقول الله سبحانه ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب والصالحون يلتزمون في رمضان بعهد مع الله بالتقوي تأسيا برسول الله صلي الله عليه وسلم واتباعا لسنته في أمور منها الإكثار من قراءة القرآن باعتباره دستور المسلمين وقراءته والتفكير فيه عبادة واتباع ما جاء فيه واجب شرعي لتحقيق الأخلاق التي رسمها تقربا وحبا لله ورسوله.. ويجعله الصالحون شعارهم لأنه مادبة الله لقول النبي من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها والجود فقد كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان. ولأن الرجل الذي يتصدق يدخل في نطاق السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة وقد قال رسول الله مانقصت صدقة من مال شيئا وقوله عليه السلام لأصحابه: علي كل مسلم صدقة قالوا فإن لم يجد, قال: فليعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق,قالوا فإن لم يستطع أولم يفعل قال: يعين ذا الحاجة قالوا فإن لم يفعل.. قال يأمر بخير..قالوا فإن لم يفعل قال: يمسك عن شر, فإن له صدقة.. و الصدقة المقبولة التي لا يتبعها صاحبها بالمن وهو الإفتخار بالاحسان الي الغير والأذي بأن يتطاول المتصدق علي من أنفق عليه بالكلام والإساءة لأن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير وهي تفيد المتصدق أكثر ما تفيد الآخذ الذي تحقق له فائدة مادية كتوفير طعام أوغيره أما فائدتها للمعطي فتكون في الدنيا بأن يخلف الله عليه بأضعاف مضاعفة, ودواء للمرض وإغلاقا لأبواب الشر..وأما في الآخرةفإنها تكون وقاية من الخطيئة ومن عذاب الله يوم القيامة.