تنتاب الحامل أحاسيس مختلطة ما بين الفرح والأمل والخوف على الجنين من أن يصاب بأحد الأمراض التى يطلق عليها تشوهات الأجنة.. خاصة بعد أن كشفت البيانات العالمية أن 3.3 مليون طفل على الأقل تحت سن خمس سنوات يلقون حتفهم سنويا بسبب العيوب الخلقية، أما الذين يحالفهم الحظ ويظلون على قيد الحياة فنحو 3.2% منهم قد يعانون عجزا دائما. هذه الأرقام أكدها مؤتمر أقيم أخيرا ناقش الحد من تشوهات الأجنة. هذا ما يقوله د.شريف الغيطانى أستاذ طب النساء والتوليد بجامعة عين شمس مؤكدا أن 15% من وفيات الأطفال الرضع فى مصر مرتبطة بشكل ما بإصابتهم بعيوب خلقية، رغم أنه يمكن الوقاية من هذه التشوهات ومنها الأنبوب العصبى ويعد السبب الرئيسى لها هو نقص حمض الفوليك وهو ما أكدته بعض الدراسات. ويشير إلى أن الوقاية تبدأ من الاستعداد للزواج والفحص المبدئى والتاريخ المرضى, وأيضا فى أثناء الحمل خاصة فى الفترة الأولى منه (الأشهر الثلاثة الأولى) خاصة الوقاية من نقص أحماض الفوليك والكالسيوم والحديد. وتعد أكثر الأمراض التى تصيب الأجنة من العيوب الخلقية هى تلك التى تصيب الجهاز العصبى خاصة فى العظام المكونة للعمود الفقرى مما يؤدى إلى مشاكل فى عدم التحكم فى الحركة ولكن بدرجات متفاوتة. أما د. أميمة إدريس أستاذ طب النساء والتوليد بجامعة القاهرة فتقول يعد عنصر حمض الفوليك من أهم العناصر التى تحمى الأجنة من التشوهات المركبة والنادرة خاصة فى صعيد مصر بسبب زواج الأقارب الذى أثبتت الأبحاث أنه يسبب 40% من تلك التشوهات التى نجح التكميل الغذائى فى الحد من إصابة الأجنة بعيوب الأنبوب العصبى، وينجح حمض الفوليك فى منع التشوهات إذا استخدم قبل الحمل، كما أنه يمنع من إصابة الحامل بارتفاع ضغط الدم العالى الذى قد يتسبب فى إصابتها بتسمم الحمل. وأكدت د.أميمة أن إعطاء الحامل مكملات الحديد والفوليك والفيتامينات المتعددة المطلوبة خلال فترة الإخصاب ومنح الأمهات الراحة يسهمان فى الالتزام بالأنظمة العلاجية مما يمكننا من القضاء على تشوهات الأجنة. أما د. شريفة أبو الفتوح استشارى التغذية والصحة فأكدت أن العناصر الغذائية التى تحتوى على الحديد وحمض الفوليك مقارنة بالحديد بدون حمض الفوليك سجلت خفضا بنسبة 12% من تشوهات الأجنة، وبصفة عامة فإن السيدات أكثر عرضة من الرجال لنقص العناصر الغذائية مما يؤثر سلبيا فى صحتهن وصحة أطفالهن.