أحمد عامر عبدالله يوضح الدكتور مبروك عطية أستاذ بجامعة الأزهر- أن الصبر من ركائز الدعاء المهمة ومعناه حبس النفس عن الشكوي إلا لله وضبطها وعدم تفلتها, وخروجها عن ميزان الاعتدال الذي يثبت الرضا ويسعي من أجل إزالة البلوي علي ثبات ورشد لا علي تفكر في المصيبة أو ردة إلي حداثة عهدها, فإذا بالدموع تنهمر بعد أن جفت والضلوع تتهاوي بعد أن قويت, وإذا بجميع المظاهر التي نراها اليوم قد تجلت, من ضعف وخور وسكينة واكتئاب وعزلة للناس وحركة الحياة, وما هكذا الصبر الذي يحبه الله للصابرين. ويضيف الدكتور مبروك عطية أن الله تعالي قال في سورة آل عمران:( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين),( أي أن الصابرين الذين يحبهم الله عز وجل ويجيب دعاءهم ويكشف عنهم كربهم والابتلاء الذي أصابهم هم الذين يكونون أقوياء برغم الشدة, منطلقين برغم دواعي القعود, فتحسبهم علي سلامة من المصيبة مع أنهم مصابون لأنهم بالله معتصمون, ولحكمه راضون, وقد قال تعالي: ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون. ويشير إلي أنه لا يتعارض مع الصبر أن تذرف العيون أدمعا, وأن يصيب الحزن أضلعا, فالإنسان ضعيف, لكن المهم ألا ينطلق لسانه بسوء, لقوله صلي الله عليه وسلم يوم مات ولده إبراهيم: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون.