بدو سيناء أصحاب دور وطني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي قبل تحرير أرض سيناء الحبيبة, لكن في السنوات الماضية عانوا من العزل والتهميش والاستبعاد.. الآن يظهر دورهم بقوة في تأمين حدودنا وحماية أرضنا فهم أدري بشعاب سيناء وأكثر دراية بالغرباء والمتسللين وأقدر علي مواجهتهم ومنعهم من مجرد التفكير في اقتحام أرض سيناء.. حتي لو كان البدو غير مسلحين فإنهم قادرون لو اعترفنا بدورهم وتعاملنا معهم كما ينبغي علي المشاركة في حماية حدودنا وأرض الفيروز. ولأن البدو أصبح لهم حزب سياسي فقد استطلعنا رأي علي فريج رئيس حزب العدل والمساواة الذراع السياسية للبدو في مصر الذي أكد ضخامة حجم الأزمة في سيناء بعد حادث اقتحام النقطة الحدودية. فكما قال: حادث الهجوم تحدثت عنه كل وسائل الإعلام ولكن دعونا نبحث أو نقرأ ما هو خلف هذا الحادث فربما يكون الداعي له حدوث احتكاكات بين مصر وإسرائيل رغم أن إسرائيل قتلت ثمانية منهم في المدرعة المختطفة.. والبعض هرب من تحت الأنفاق إلي فلسطين ومع ذلك منهم لم تحدد هويتهم بعد. ويضيف ان الاتهام موزع بين جماعة التكفير والهجرة أو إسرائيل أو جماعة حماس وقتل إسرائيل للمختطفين لا يعني براءتها وانم ا ربما تكون قد فعلت ما فعلت بهدف توصيل رسالة للعالم بأن مصر غير قادرة علي حماية حدودها حيث إنها قدمت بالفعل شكوي لمجلس الأمن لما حدث من هروب المدرعة متجهة إليها لتجد إسرائيل لنفسها مخرجا لمهاجمة مصر وحدودها ليظهر كرد فعل طبيعي علي تلك الهجمات غير المعلومة المصدر لتكون خطوة أولي لاحتلال جزء من سيناء بعد ذلك. وتساءل الشيخ علي فريج قائلا: أين الأمن والأمان؟! وأين الحكومة المصرية من كل ذلك مؤكدا أن القبائل العربية مستعدة للمشاركة في تأمين سيناء فكل قبيلة بها مناطق ارتكاز ومستعدة لحماية مناطق ارتكازها وتلك الحماية تعني عدم الدخول لمتسلل أو خطف سيارة أو غيرها أي تأمين كامل للمنطقة إضافة إلي مواجهة الخارجين علي القانون في تلك المنطقة ولكن لابد أن يكون ذلك بمساعدة الدولة وبدعمها فلا تتركنا في المواجهة وحدنا. مشيرا إلي أن هناك تفكيرا الآن في دعوة إلي اجتماع عاجل للاتفاق علي هذه الصياغة التي تنظم مشاركة بدو سيناء في تأمينها علي الرغم من أننا تحدثنا مرارا مع كل وزراء الداخلية السابقين لان الانفلات الأمني في سيناء منذ زمن بعيد وقبل الثورة ولكن دون جدوي فلا رد حتي الآن والتسويف هو النتيجة الوحيدة. وأوضح رئيس الحزب العربي للعدل والمساواة أن ما يوجه من اتهامات للبدو في التسبب في احداث بعض عناصر الانفلات الأمني فهو تعميم غير صحيح لأن لكل قاعدة شواذ فنحن نجد في المحافظات العادية وفي المدن حالات اغتصاب وبلطجة وسرقة سيارات وعنف والانفلات الأمني علي جميع أشكاله. ولكن يمكنني القول إن القاعدة العريضة من القبائل البدوية مستعدة للتعاون في تحقيق الأمن في سيناء بل ومستعدة للموت من أجل الوطن إذا حدثت مثل هذه المواجهات. ويضيف علي فريج أننا عرضنا علي الأجهزة الأمنية أن تأخذ خمسين فردا من كل قبيلة يتم اختيارهم من أفضل العناصر ويكونوا بمثابة حرس البادية ومكلف من قبل الدولة التي تمدهم بأسلحة حديثة وتشرف عليهم بشكل كامل علي أن ينتموا رسميا لأجهزة الدولة الأمنية بما يضمن عقابا رادعا لأي مخطيء من خلال محاسبتهم عبر لائحة رسمية أمنية تنظيمية ويضمن لهم أجرا محترما بحيث أنه إذا حدث أي اختراق لمنطقة ما يتم محاسبته بمحاكمة عسكرية وبعقوبة رادعة تراها قيادات المنظومة. وأشار إلي أن هذه المرتبات حتي لو كلفت الدولة خمسة أو عشرة ملايين جنيه فهي ليست كثيرة أمام الفوائد العديدة التي ستعود علينا من جراء تنشيط السياحة ودعم الصناعة واحداث رواج واستثمار اقتصادي في سيناء. مشيرا إلي أن البدو إذا احتضنوا هذه المشروعات وقاموا علي حمايتها فمن المؤكد أن الأمن سيعم سيناء والخير سينتشر وتكون الضمانة هو اشراف أجهزة الدولة علي كل هذا؟ وأوضح فريج أنه تحدث مع شيوخ البدو وهو في ضيافة أحد كبار المسئولين الأمنيين عن تأمين سيناء وأنه ليس مسئولية الشرطة والجيش وحدهما ولكنها مسئولية كل المصريين لأن الطامعين في سيناء كثيرون سواء كانت إسرائيل أو غيرها لأنها عبارة عن مساحات شاسعة يمكن استثمارها كما انها تسع كثيرين. وأوضح فريج أن من أكثر الأمور خطرا علي سيناء هي تلك الأنفاق التي لابد من اغلاقها وتدميرها من خلال قوانين تطبق بردع علي كل من يحاول فتح أو بناء نفق ويتساءل كيف بنيت كل هذه الأنفاق بعيدا عن مرأي ومسمع أجهزة الدولة وكيف كان الصمت أمام كل هذا.. ويشير إلي انه إذا كنا قد تركناها بالأمس لتكون متنفسا لفك الحصار عن غزة إلا أنها اليوم أصبحت خطرا علي مصر لذلك فضرورة القضاء عليها أصبح أمرا حتميا وهذا ليس صعبا علي أجهزة الدولة التي نعي تماما أنها بشيء من السيطرة والتنظيم يمكنها غلق تلك الأنفاق تماما. ويسرد الشيخ فريج خطر تلك الانفاق في انها مشتركة في الحدود بيننا وبين غزة حيث تبدأ في مصر وتنتهي في غزة وحماس علي دراية بجميع هذه الانفاق لذلك لابد أن تشارك معنا في مواجهة تلك الانفاق التي تسهل اتمام العمليات الإرهابية حيث يدخلون منها لتنفيذ عملياتهم ويهربون دون رقابة كذلك يدخل منها السلاح ويخرج سواء من يقوم بتلك العمليات اليهود أم غيرهم ممن يدخلون ويجدون الطريق ممهدا سواء كان للتجسس أو التخريب وكأنهم يدخلون للتجارة ولهذا فسيناء مستباحة. ويشير رئيس حزب العدل والمساواة أننا لابد من وضع ايدينا وانفسنا مع القوات المسلحة لانها الدرع الذي تبقي لنا في سيناء كضمانة للأمان خاصة أن أهالي سيناء اختاروا أن يؤسسوا حزبا لأنفسهم كسائر التكتلات المصرية وأطلقو ا عليه الحزب العربي للعدل والمساواة.. فلم تجد القبائل البدوية جدا من الوحدة61 محافظة مكونين حزبا أكدوا أنه الذراع السياسية للقبائل البدوية التي تمثل تقريبا02 مليون مصري موزعين في كل محافظات مصر.. إلا أنهم أكدوا دعواتهم المستمرة للحكومة ورغبتهم في المشاركة في تأمين سيناء وفق أي منظومة تراها الدولة واجهزتها الأمنية من خلال رجال من سيناء مستعدين لتحمل كل شيء ولكن بمساعدة الدولة نشعر بالحزن والمرارة بعد هذا الهجوم علي القوات المسلحة فإذا أصيبت لا قدر الله فماذا يبقي لنا. لذلك فأمان سيناء ضرورة وإذا تم تأمينها واستثمارها ستصبح مصر من أغني دول العالم حيث بها مقومات دولة كاملة فيها أطول شواطيء العالم وبها سياحة وتعدين وصيد وتجارة وبها5 ملايين فدان صالحة للزراعة من أجود أنواع التربة الموجودة في العالم.. واستثمار كل هذا لن يتم إلا في وجود الأمن فبالأمن سيصبح استثمار سيناء قوة اقتصادية جديدة لمصر أمام العالم.