مع كل حدث سياسى كبير تشهده البلاد سواء انتخابات رئاسية أو برلمانية يتردد السؤال الذى يعرفه الجميع :أين الأحزاب السياسية ودورها فى بناء كوادر سياسية تخدم الحياة السياسية؟.. وترصد «الأهرام» ردود الفعل حول الدعوة لدمج الأحزاب السياسية لخلق حياة حزبية صحية فى مصر. وكان المهندس موسى مصطفى مصطفى رئيس حزب الغد والمرشح الرئاسى السابق قد أكد أنه سيعمل على التواصل والتنسيق بين الأحزاب السياسية خلال الأيام الجارية لدمج الأحزاب فى كيان واحد يحمل اسم حزب أو كيان «مصر»، ويضم جميع الأحزاب الموجودة فى الساحة السياسية. وخلال مؤتمر الشباب الأخير دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى الى ضرورة دمج هذه الأحزاب فى كيان قوى حتى تتمكن من ممارسة دورها السياسي. المستشار يحيى قدرى مؤسس تيار التنوير قال: إن الدعوة لدمج الأحزاب فكرة عقلانية فهى فى مصلحة مصر وأنه حان الوقت لتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة مضيفا أنه على الكثير من رؤساء الأحزاب النظر بعين الاعتبار للمصلحة الوطنية التى تقضى بضرورة الدمج حتى يتم خلق كوادر سياسية وشبابية تقود الحركة السياسية خلال الفترة المقبلة. ايهاب الخولى ممثل الهيئة البرلمانية لحزب المحافظين بمجلس النواب أكد أن فكرة دمج الأحزاب ترددت كثيرا قبل ذلك لكن للأسف الشديد لا توجد نية صادقة من رؤساء الأحزاب فى فكرة الدمج والجميع يريد أن يكون فى الصورة والمقدمة وعدم التخلى عن منصب رئيس الحزب مضيفا أنه من الأفضل لرئيس حزب ضعيف أن يكون قيادة قوية فى حزب قوى وأن حضوره السياسى وعمله وجوده بين أعضاء الحزب هو الذى سيصعد به لرئاسة الحزب القوى مشيرا إلى أنه يوجد فى مصر 100 حزب سياسى بعضها عدد أفراده لا يتجاوز 10 فقط. عمرو القطامى منسق الحشد الجماهيرى بحملة «كلنا معاك من أجل مصر» قال إن الجميع يتحدث خلال الفترة الماضية عن عزوف الشباب عن المشاركة السياسية لعدم وجود أحزاب حقيقية تتفاعل على أرض الواقع مع الشباب وتأهلهم لتولى المناصب القيادية فى الدولة مضيفا أنه لمس خلال الجولات والمؤتمرات التى تم تنظيمها لدعم الرئيس عبدالفتاح السيسى وحث المواطنين على ضرورة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية رغبة حقيقية من الشباب فى الانضمام الى أحزاب قوية وممارسة العمل السياسى على أرض الواقع. وأشار القطامى إلى أن دمج الأحزاب ضرورة وطنية حتى نتمكن من جذب الكثير من الشباب وتفريغ طاقتهم. طارق التهامى سكرتير عام مساعد حزب الوفد أكد أن فكرة ودعوة دمج الأحزاب السياسية تصلح لبعض الأحزاب ولا تصلح لأحزاب أخرى مضيفا: إذا تحدثنا عن حزب الوفد العريق فإن التركيبة الداخلية للحزب لا تسمح بهذا فهو لديه فكر خاص ومستقل حول الاقتصاد والحريات العامة والاستقلال الوطنى والعدالة الاجتماعية والرأسمالية وفى حالة الاندماج سيؤدى هذا إلى مشكلات داخلية كبري. وأضاف التهامى أن الاندماج مناسب جدا للأحزاب الصغيرة وأنه من الأفضل لقيادتها أن يكونوا كوادر مهمة فى أحزاب قوية على أن يكونوا رؤساء أحزاب فى أحزاب صغيرة وأن مصلحة مصر تقتضى أن يكون هناك أكثر من حزب قوى وليس أكثر من 100 حزب ضعيف. معتز محمود نائب رئيس حزب الحرية قال: هناك 104 أحزاب معظمها ليس لهم دور حقيقى على أرض الواقع وليس لها أى نشاط سياسى أو حزبى متعارف عليه وأن البعض بالكاد يعرف رؤساء بعض هذه الأحزاب مضيفا أن هناك انتخابات محليات قادمة وبرلمانية أيضا ولا بد أن تستعد هذه الأحزاب لها وتكون بشكل قوى وإظهار ذلك على أرض الواقع. وشدد محمود على أن حزب الحرية يرحب بدمج الأحزاب فى كيان واحد أو أكثر المهم أن تخلص النوايا من جانب رؤساء هذه الأحزاب وألا يثيروا القلاقل حتى تفشل التجربة ويحافظوا على ما هم فيه، محمد سعد بدراوى رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحركة الوطنية بمجلس النواب قال: الحياة الحزبية السياسية فى مصر لن تستقيم إلا بوجود 5 أو 7 أحزاب رئيسية قوية فمن غير المقبول والمنطقى وجود هذا العدد الكبير من الأحزاب دون أى نتاج حقيقي. وأشار بدراوى إلى أن هذا يعد خيانة لمن يريد أن يمارس السياسة فى مصر فنحن نبحث عن كوادر قوية فى المستقبل وحتى يتحقق هذا لابد من فكرة الدمج . وإذا خلصت النوايا ستتم إجراءات ولقاءات لتقارب كل الأحزاب المتشابهة، حتى يتم الاستقرار على شكل نهائى وسوف يأخذ ذلك بعضًا من الوقت وعلى الحكومة أن تساعد فى فكرة الدمج.